Page 26 - merit 54
P. 26

‫العـدد ‪54‬‬   ‫‪24‬‬

                                                      ‫يونيو ‪٢٠٢3‬‬

     ‫ذهنيا» بـ»علم التبالغ»(‪)27‬؛ ألا تكون القوى‬         ‫علاقتها بما أُ ْطلِ َق عليه قدي ًما‪ :‬الطبع‪ ،‬والسليقة‪،‬‬
    ‫الثلاثة المتحدث عنها مرج ًعا يحدد نوع علامة‬            ‫والصنعة‪ ،‬والسرقات الشعرية‪ ،..‬علما أنها‬
  ‫التبالغ مث ًل(‪)28‬؟ أو منتهى التبالغ‪ ،‬هل هو تام أم‬
  ‫بالمشارفة؟ إ ْذ لماذا نحكم على تبالغ ما بأنه حق َق‬     ‫ُط ُر ٌق ‪-‬مع اختلافها‪َ -‬ت َت َحص ُل من خلال القوى‬
    ‫الغاي َة المرجوة منه وآخر غير ذلك؟ ِ َل شعوب‬      ‫الثلاثة المشار إليها‪ ،‬فورود هذه الأخيرة واشتغا ُل َها‬
 ‫بعينها راقية في فعل التبالغ وأخرى غياب التبالغ‬        ‫بانتظا ٍم يخل ُق لدى الشاعر َط ْب ًعا وسليق ًة جيدتين‪،‬‬
‫هو مصد ُر أزماتها وخلافاتها؟ أسئلة كثيرة تحتاج‬
                                                         ‫وكلما ثبتت سرق ُت ُه‪ ،‬و ُلو ِحظ َعي ُه‪ ،‬فمرد ذلك إلى‬
                                  ‫إلى بحث آخر‬             ‫َض ْع ِف القوى‪ ،‬أو حدوث خ َل ٍل في اشتغالها(‪.)26‬‬
                                                        ‫لم يسائل بالدرجة الأولى علاقة «انتظام المعنى‬

                                                                         ‫الهوامش‪:‬‬

                                                                  ‫* باحث في علم النص وتحليل الخطاب‪ ،‬المغرب‪.‬‬
‫‪« -‬وجميع أصناف الدلالات على المعاني من لفظ وغير لفظ‪ ،‬خمسة أشياء لا تنقص ولا تزيد‪ :‬أولها اللفظ‪ ،‬ثم الإشارة‪ ،‬ثم‬

                            ‫العقد‪ ،‬ثم الخط‪ ،‬ثم الحال التي تسمى نصبة» = الجاحظ في «البيان والتبيين‪ ،‬ج‪ /1‬ص‪.76‬‬
                                           ‫‪ -2‬ربيعة العربي‪ ،‬في تصور الخطاب‪ :‬آليات الإنتاج والتأويل‪ ،‬ص‪.96‬‬
                                            ‫‪ -3‬حازم القرطاجني‪ ،‬منهاج البلغاء وسراج الأدباء‪ ،‬ص‪ 40‬وص‪.42‬‬

                                      ‫‪ -4‬عبد العاطي الزياني‪ ،‬التراث النقدي والتأويل‪ ،‬ظواهر‪ ..‬وقضايا‪ ،‬ص‪.141‬‬
      ‫‪ -5‬يقول حازم عن الأدوات «وكانت الأدوات تنقسم إلى العلوم المتعلقة بالألفاظ والعلوم المتعلقة بالمعاني»‪ ،‬ص‪.41‬‬

                             ‫‪ -6‬عنوان المنهج الأول من القسم الثالث ضمن منهاج البلغاء وسراج الأدباء‪ ،‬ص‪.199‬‬
                                                                                            ‫‪ -7‬نفسه‪ ،‬ص‪.226‬‬
                                                                                            ‫‪ -8‬نفسه‪ ،‬ص‪.287‬‬
                                                                                            ‫‪ -9‬نفسه‪ ،‬ص‪.303‬‬

    ‫‪ -10‬عند حازم يرد المصطلح بصيغة المفرد (الأسلوب)؛ ولذلك ما يبرره؛ فالشاعر يمتاز بأسلوب (طريقة) واحد‪ ،‬لا‬
 ‫بأساليب‪ ،‬ويمكن تتبع مثل هذه العبارات التي يزخر النقد الأدبي العربي بها لإدراك المقصود‪ ..« :‬أما أبو تمام فإنه رب‬
 ‫معان وص ْيقل ألباب وأذهان (‪ )..‬وأما أبو عبادة البحتري فإنه أحسن في سبك اللفظ على المعنى (‪ )..‬وأما أبو الطيب‬

    ‫المتنبي فإنه أراد أن يسلك مسلك [أسلوب] أبي تمام‪ ،‬فق ُصرت عنه ُخطاه‪ ،‬ولم يعطه الشعر من قياده ما أعطاه‪ ،‬لكنه‬
   ‫حظي في شعره بـالحكم والأمثال‪ ،‬واختص بالإبداع في وصف مواقف القتال»‪ .‬المثل السائر‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪،349 -348‬‬

                                                                                                   ‫لابن الأثير‪.‬‬
                                                                     ‫‪ -11‬ابن طباطبا العلوي‪ ،‬عيار الشعر‪ ،‬ص‪.5‬‬

                                                                                  ‫‪ -12‬حازم القرطاجني‪ ،‬ص‪.41‬‬
                                                                                            ‫‪ -13‬نفسه‪ ،‬ص‪.42‬‬

 ‫‪ُ -14‬يضاف إلى حازم هنا السكاكي؛ لأنه أشار إلى ذلك في مفتاحه َلا تحدث عن «الجامع العقلي والوهمي والخيالي»‪ ،‬كما‬
                                                                                          ‫أشرنا إلى ذلك ساب ًقا‪.‬‬

     ‫‪ -15‬اعتمدنا في تحديدها على عبد السلام عشير‪ ،‬عندما نتواصل نغير‪ ،‬مقاربة تداولية معرفية لآليات التواصل‬
   21   22   23   24   25   26   27   28   29   30   31