Page 191 - m
P. 191
189 الملف الثقـافي
في صنع المعنى ،فتكشف وأسئلته وقيمه الثقافية اللغة بأسلوب خاص متفرد،
المعنى في سياقه التاريخي، لا ينفصل عنها ،يبدأ منها القرآن كخطاب يتضمن دوا ًّل
وتحمي القرآن من إخضاعه ويتفاعل معها في حالة جدلية
للإيديولوجيا وصراعاتها، حية تشكل فيه ويشكل فيها، وإشارات دلالية تسعى إلى
وتعطي القارئ المعاصر دوره فيكون للكل قيمته وأثره البدء من المفاهيم الثقافية
المركزي في التفاعل مع هذا في معادلة التغيير ،منتِجون والارتقاء بها والارتفاع بها
المعنى التاريخي وإنتاج مغزاه
للخطاب ومن َتجون منه. من أجل تغييرها».
المعاصر. الواقع بهمومه وأسئلته وقيمه
خلاصات
ختام في رحاب القرآن وثقافته ،هو قناة الاتصال
بين الأحياء ،فإن انفصلنا عنه خلال رحلة بحثي وأسئلتي
النبوة معجزة في ذاتها ،حدوث حول قضية الإعجاز القرآني،
ذلك الاتصال وتجلي كلام الله وتجاهلناه ،أصبح كل منا
كمن يؤذن في مالطا لا قناة تأكد ْت عندي قناعة ،وتولد
على لسان بشر ،حدث ليس اتصال بيننا بقدر ما يكون لد َّي مغ ًزى ،سعيدة بالوصول
بالذي جرت عليه العادة ،ولأن الانفصال الذي يعد مستحي ًل، إليهما ومشاركتهما وإن كانا
فنحن نعيش فيه بشكل أو
معجزة النبي (عليه السلام) بآخر ونتأثر به ونؤثر فيه بسيطين.
ودليل نبوته هو القرآن ،نعود قناعة قديمة جديدة :أن
للقرآن لنرى كيف تحدث عن مهما صنعنا لأنفسنا من الإعجاز حدث من خلال
نفسه بوصفه هدى وبشرى فقاعات ،بل أكثر من ذلك هو نواميس الكون وقوانينه،
جزء من تكويننا مهما حاولنا متفاع ًل معها لا خار ًقا لها،
وشفاء ورحمة وذكر: متس ًقا مع رسالة تحث
“ َذلِ َك ا ْل ِك َت ُب َل َر ْي َب ِفي ِه الهرب والاستعلاء. على التفكر وتخاطب العقل
ُه ًدى لِّ ْل ُمتَّ ِقي َن” (البقرة،)2 : نتيجة :فهم بنية وطبيعة وتسعى إلى تحريره من
َِف“ويَب َِهيِّش َناْه ْلٍُرتُق ْرَِّرمَء َاَمن ُناَ ْلض ُاُهه ًََددن اىىلَّ ِذلَِّولانَّىْلا ُفأُ ِْرنسَِقزا َل ِن” القرآن كمجموعة خطابات، سطوة الخرافات والإحالة إلى
(البقرةُ “ ،)185 :ه ًدى َو َر ْح َم ًة
لِّ ْل ُم ْح ِسنِي َن” ترفع عنه التوتر كنص الماورائيات.
(لقمان،)3 : (التناقض المتصور) بفهم المغزى :أن خطاب التغيير
« ُه ًدى َو ُب ْش َرى الفاعل يبدأ من هموم الواقع
لِ ْل ُم ْؤ ِمنِي َن» (النمل: وبيان دور المخاطبين
َ “ ،)2و ُن َن ِّز ُل ِم َن والمتلقين له وقت نزوله
ا ْلِشُق َفْرا َءٌءا َِنو َرَم ْاح َمُه ٌة َو
لِّ ْل ُم ْؤ ِمنِي َن َو َل
َي ِزي ُد ال َّظلِ ِمي َن إِ َّل
َخ َسا ًرا» (الإسراء:
“ ،)82إِ ْن ُه َو إِ َّل
ِذ ْك ٌر لِّ ْل َع َل ِمي َن”
(التكوير)27 :