Page 192 - m
P. 192

‫العـدد ‪56‬‬                            ‫‪190‬‬

                                  ‫أغسطس ‪٢٠٢3‬‬                    ‫شادي المصري‬

‫في أي زمان ومكان في عالمنا‬         ‫عرج الباحث جمال عمر‬                      ‫جهود ومحاولات‬
                  ‫المعاصر!‬                                                      ‫القرآنيين في رفع توتر القرآن الكريم‬
                                      ‫في كتابه (توتر القرءان)‬
      ‫أو ًل ينبغي أن نعلم أن‬         ‫على جهود بعض المفكرين‬
 ‫القرآنيين ليسوا بجماعة أو‬
‫حزب سياسي أو تنظيم فهم‬                ‫القرآنيين في محاولاتهم‬
‫لا يؤمنون بالتوجه الجماعي‬               ‫الحثيثة في رفع وإزالة‬
 ‫في الدين بل ينادون بالتدين‬             ‫التوتر الحادث للقارئ‬

   ‫الفردي القائم على الذاتية‬         ‫والمتلقي للنص والخطاب‬
  ‫الشخصية في قراءة النص‬            ‫القرآني حين قراءته وتدبر‬
  ‫وتأويله بحسب كل إنسان‬
                                      ‫معانيه للوصول إلى فهم‬
    ‫واجتهاده وعقله وثقافته‬           ‫سليم لمحتوى هذا الكتاب‬
  ‫وبيئته وأرضيته المعرفية‪،‬‬         ‫الذي يؤمن به المسلمون في‬
                                    ‫مشارق الأرض ومغاربها‬
    ‫ولذلك ليس لهم إمام أو‬
‫شيخ طريقة أو أب روحي أو‬                ‫فيما يقرب من ‪ ٢‬مليار‬
‫رئيس طائفة‪ ،‬بل هم يقولون‬                 ‫شخص بل ويهتم به‬
                                         ‫وبدراسته العديد من‬
   ‫بإمامة العقل كما في قول‬
  ‫الحق “يوم يأتي كل أناس‬            ‫المستشرقين ومن فلاسفة‬
                                    ‫علم الكلام وعلماء اجتماع‬
    ‫بإمامهم” أي باجتهادات‬
                   ‫عقولهم‪.‬‬              ‫ولغة وآداب من أديان‬
                                     ‫ومذاهب وقوميات أخرى‬
     ‫ويفسرون الخمر بأنها‬
    ‫كانت ما غطى على عقلك‬                          ‫غير عربية!‬
                                     ‫فمث ًل قام الكاتب والناقد‬
      ‫من تراث الآباء بحيث‬             ‫جمال عمر بإلقاء الضوء‬
  ‫غيبك عن الوعي التنويري‬          ‫على تفسير القرءان بالقرءان‬
                                   ‫في الكتاب الذي حققه لمحمد‬
        ‫وأن لحم خنزير هو‬          ‫أبو زيد الدمنهوري (تفسير‬
     ‫كل ما التحمت معه من‬             ‫الهداية والعرفان) والذي‬
   ‫أفكار مخنزرة عفنة ميتة‬            ‫تم منعه ومصادرته نظ ًرا‬
     ‫عفا عليها الزمن‪ .‬فلذلك‬       ‫لمحاربة الأنظمة العربية لكل‬
       ‫عليك باجتنابها وعدم‬          ‫اتجاه عقلاني يتجه في أي‬
     ‫أكل هذا التراث أك ًل َلَّا‪،‬‬  ‫توجه مخالف للتوجه السني‬
                                    ‫السائد والشائع في جامعة‬
       ‫نعم ينبغي علينا قتل‬
    ‫هذا التراث در ًسا وبحثًا‬                ‫ومدرسة الأزهر!‬
                                   ‫وسأحاول في مقالي هذا أن‬
       ‫ولكن في نفس الوقت‬          ‫ألخص للقارئ توجه مدرسة‬
     ‫يجب أن نجتهد في خلق‬             ‫القرآنيين ومحاولاتهم في‬
      ‫أفكارنا الجديدة والتي‬        ‫عقلنة وأنسنة القرآن بحيث‬

         ‫تتناسب مع واقعنا‬            ‫يتلائم ويتوافق مع العقل‬
                  ‫المعاصر!‬           ‫والإنسانية وقيم الحداثة‬
                                    ‫والحرية وحقوق الإنسان‬
        ‫والقرآنيون ينظرون‬
      ‫إلى النص القرآني على‬
      ‫أنه مرآة يرى فيها كل‬
   187   188   189   190   191   192   193   194   195   196   197