Page 136 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 136

‫العـدد ‪١٩‬‬                               ‫‪136‬‬

                                   ‫يوليو ‪٢٠٢٠‬‬

‫«الإسلام سيحكم العالم‪ ..‬لتذهب الحرية إلى الجحيم»‪ ،‬مظاهرة إسلامية في الغرب‬      ‫الرجعي‪ ،‬إنها نموذج للبجاحة‬
                                                                              ‫الرجعية‪ ،‬و ُتظهر نظرة اختزالية‬
 ‫كاتب أمريكي ضعيف أو متوسط‬             ‫متفاخ ًرا ‪-‬ويختلق‪ -‬مقولات‬
     ‫القيمة‪ -‬لاحتفالية في المولد‬     ‫منسوبة لأعلام غربيين تمتدح‬                   ‫تصادر التجربة الحضارية‬
                                   ‫الإسلام ونبيه‪ ،‬ومعظمها محرفة‪،‬‬            ‫الغربية‪ ،‬تتجاهل بشريتها وتعتبر‬
   ‫النبوي‪ ،‬وتقديم هدية أو جائزة‬     ‫وفي أفضل الأحوال منتزعة من‬              ‫قيمها مثل تقدير الوقت‪ ،‬واحترام‬
‫له‪ ،‬مع التأكيد على يهوديته خل ًطا‬      ‫سياقها‪ ،‬كالزعم بقول جورج‬            ‫العمل وحقوق الإنسان والمرأة بما‬
                                     ‫برنارد شو‪« :‬لو أن محم ًدا عاد‬           ‫فيها المساواة والحريات‪ ،‬تعتبر‬
     ‫وتدلي ًسا بين أصوله العرقية‬     ‫للحياة لحل مشاكل العالم وهو‬             ‫هذه القيم دينية رجعية! كأنما لا‬
     ‫أو قوميته وعقيدته اللادينية‪،‬‬  ‫يشرب فنجا ًنا من القهوة»‪ .‬يمكن‬           ‫حضارة ‪-‬حتى لدى آخر مختلف‬
     ‫ودغدغة للعقدة اليهودية في‬     ‫سماع هذا في خطبة شيخ بإلقاء‬             ‫في القيم والظروف والتجربة‪ -‬إلا‬
                                       ‫انفعالي ينتزع آهات وزفرات‬
                ‫الرجعية الدينية‪.‬‬   ‫َح َملة الرجعي بطبعه الذي يقتات‬            ‫من خلال منظومة القيم الدينية‬
   ‫والنظرة غير المنحازة وغير‬        ‫على مثل تلك المدائح‪ ،‬ويتربص‬             ‫الرجعية المعبرة عن ماضي شبه‬
                                      ‫بها‪ ،‬ويصف قائليها الغربيين‬           ‫جزيرة العرب‪ ،‬ويكأن تق ُّدم الغرب‬
        ‫المغرضة تدرك السياقات‬         ‫بالمنصفين‪ ،‬هكذا مث ًل احتفى‬
     ‫التاريخية للعلاقة بين النطاق‬                                             ‫ليس إلا نموذ ًجا لتطبيق مبادئ‬
                                         ‫غاية الاحتفاء بكتاب «المئة‬           ‫ذلك الماضي المقدس‪ .‬وأدبيات‬
       ‫الحضاري الغربي والكيان‬        ‫الأكثر تأثي ًرا في التاريخ» الذي‬       ‫الرجعي بطبعه حافلة بالإشاعات‬
‫الرجعي‪ ،‬وما رافق ذلك من كتابات‬        ‫ترجمه أنيس منصور بعنوان‪:‬‬                 ‫بالغرب‪ ،‬على غرار عبارة مثل‪:‬‬
                                    ‫«الخالدون مئة أعظمهم محمد»؛‬             ‫«في أوروبا والدول المتقدمة‪.»...‬‬
    ‫مشاهير هنا وهناك‪ ،‬والاطلاع‬                                             ‫هذا ومن المعروف علميًّا أن كل‬
  ‫على فترة العصور الوسطى في‬             ‫لدرجة دعوة المؤلف ‪-‬وهو‬                ‫شر وفساد في الواقع الرجعي‬
                                                                              ‫«ليس من ماضي شبه الجزيرة‬
      ‫أوروبا يكشف تشابه نظرته‬                                                  ‫العربية في شيء»‪ .‬و«الرجعي‬
‫للكيان الرجعي وأعلامه مع النظرة‬                                            ‫بطبعه» الذي يتغنَّى بهذا الكليشيه‬

   ‫الحالية من العقل الرجعي تجاه‬                                                   ‫يرفض ‪-‬خضو ًعا للرجعية‬
  ‫الغرب‪ .‬لعل الذم والنقد للإسلام‬                                                ‫الدينية‪ -‬المساواة بين الذكر‬
                                                                              ‫والأنثى في الميراث؛ أحد أبسط‬
                                                                           ‫القيم التي توصلت إليها الحضارة‬
                                                                           ‫الغربية‪ ،‬ورغم ذلك ‪-‬أي فصاميًّا‪-‬‬
                                                                              ‫يعود َح َم َلة العقل الرجعي عادة‬
                                                                                ‫من زياراتهم لأوروبا والدول‬

                                                                                  ‫المتقدمة مح َّملين بحكايات‬
                                                                           ‫وانبهارات عن اختيارات الحضارة‬

                                                                                           ‫الغربية وواقعها‪.‬‬

                                                                                     ‫‪)٩‬‬

                                                                           ‫إشادة ُك َّتاب الغرب ومفكريه‬
                                                                                 ‫بالإسلام ونبيه‬

                                                                            ‫بفصاميته ومركبات البارانويا‬
                                                                                ‫والنقص يردد العقل الرجعي‬
   131   132   133   134   135   136   137   138   139   140   141