Page 139 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 139

‫قد يقف «الدأنجي» المهاجر‬                                                  ‫بالتناقض‪ ،‬لقد تمت برمجتهم‬
   ‫لأوروبا على أي ناصية يدعو‬                                           ‫رجعيًّا على تعليق فشل مجتمعاتهم‬
‫للإسلام ويتوقف الناس لسماعه‬                                             ‫التي فروا منها في رقبة أي شيء‬
‫والحوار معه ببساطة‪ ،‬ولا يقبل‬                                            ‫إلا الدين‪ ،‬بل واعتبار أن الدين هو‬
 ‫أن يدعو أحد لدين غير الإسلام‬
‫بأحد النواصي في بلاده‪ ،‬وأساس‬                                            ‫السبيل لاستعادة المجد الرجعي‪،‬‬
   ‫الشعور بعدم التناقض هنا‬                                                ‫وأن ما يحول دون تمكين الدين‬
    ‫اعتقاده بامتلاك الحقيقة‬                                               ‫من رقاب الناس في بلادهم هو‬
                                                                          ‫السلطات السياسية «المستبدة»‬
 ‫مع الموقف المعادي للعلم‪ ،‬ومثل‬             ‫‪)١٤‬‬                             ‫«الفاسدة»‪ ،‬والتي يراها الغرب‬
‫ذلك كان الشماتة من انفجار مكوك‬
                                    ‫الغل‪ ،‬والحسد‪ ،‬والشماتة‬                 ‫بالفعل مستبدة وفاسدة‪ ،‬دون‬
   ‫الفضاء الأمريكي تشالنجر‪ .‬بل‬                                             ‫وعي بحقيقة أن العقل الرجعي‬
   ‫وفي الفيلم السينمائي المصري‬          ‫يمكن اعتبار الإرهاب من‬            ‫هو المنتج الأساسي للاستبداد‬
 ‫«عسل أسود» وضع المؤلف على‬        ‫مكونات الموقف الرجعي المعادي‬
  ‫لسان طفل التشكيك في الصعود‬                                                                  ‫والفساد‪.‬‬
   ‫للقمر بالتساؤل اللوذعي؛ كيف‬        ‫للغرب‪ ،‬كما جرى في هجمات‬             ‫وقد يقف «الدأنجي» المهاجر‬
  ‫ظهر علم أمريكا يرفرف بلقطات‬       ‫‪ ١١‬سبتمبر ‪ ،٢٠٠١‬وأظهر كثير‬
 ‫الهبوط على القمر الذي يخلو من‬     ‫من َح َم َلة العقل الرجعي الابتهاج‬       ‫لأوروبا على أي ناصية يدعو‬
                                    ‫المؤسس على الكراهية بعد تلك‬          ‫للإسلام ويتوقف الناس لسماعه‬
    ‫الهواء؟! هذا كرسي من العقل‬   ‫الهجات وغيرها من أعمال إرهابية‪.‬‬          ‫والحوار معه ببساطة‪ ،‬ولا يقبل‬
‫المصري الرجعي بطبعه في كلوب‬      ‫الكراهية أساس نظر العقل الرجعي‬           ‫أن يدعو أحد لدين غير الإسلام‬
                                    ‫للغرب كعدو في صراع بقاء‪ ،‬لا‬        ‫بأحد النواصي في بلاده‪ ،‬وأساس‬
           ‫العقل والعلم والغرب‪.‬‬     ‫كآخر تتخذ العلاقة معه أشكا ًل‬      ‫الشعور بعدم التناقض هنا اعتقاده‬

         ‫‪)١٥‬‬                          ‫مختلفة حسب المصلحة ربما‬               ‫بامتلاك الحقيقة‪ ،‬ثم إنه يتهم‬
                                     ‫يكون منها التعاون وقد يكون‬            ‫بالعنصرية من يحاول الكشف‬
‫كانت عندنا حضارة فائقة‬                                                 ‫عن المركب الرجعي داخله المحدد‬
  ‫العظمة وقت أن كانت‬                             ‫صراع المصالح‪.‬‬            ‫لموقفه السلبي المعادي للغرب‪،‬‬
 ‫أوروبا غارقة في ظلمات‬               ‫ويشمل الموقف الرجعي من‬                ‫وظهر مصطلح الإسلاموفوبيا‬
    ‫العصور الوسطى‬                ‫الغرب الشماتة(‪ )11‬فيه حتى لما يقع‬        ‫بمساعدة عوامل كثيرة‪ ،‬بعضها‬
                                    ‫به من شر نتيجة كارثة طبيعية‬           ‫نتيجة السذاجة والغفلة والجهل‬
       ‫من أهم مكونات الموقف‬                                            ‫بحقيقة الرجعية الدينية خاصة من‬
‫الرجعي من الغرب الاستعلاء بأنه‬        ‫كحرائق الغابات أو الأعاصير‬        ‫فئات في المجتمعات الغربية ذات‬
                                    ‫الموسمية في أمريكا أو كحريق‬         ‫توجه أيديولوجي يساري أسا ًسا‪،‬‬
   ‫كانت عندنا ‪-‬بصفتنا جز ًءا من‬    ‫كنيسة نوتردام في باريس‪ .‬حتى‬              ‫والتمويل(‪ )10‬من أتباع الكيان‬
   ‫الكيان الرجعي‪ -‬حضارة غابرة‬        ‫وفاة عالم مثل ستيفن هوكينج‬          ‫الرجعي سواء كدول ومؤسسات‬
  ‫عظيمة منسوبة للدين‪ ،‬على طول‬        ‫كانت مناسبة تحفيل بالشماتة‬           ‫أو أفراد أثرياء‪ ،‬وربما جمعيات‬
                                     ‫من َح َم َلة العقل الرجعي‪ ،‬حيث‬       ‫أهلية‪ ،‬تجمع الأموال من الفقراء‬
     ‫فترة الوجود الرسمي للكيان‬      ‫يتكامل الموقف المعادي للغرب‬         ‫في بلادنا لخدمة الرجعية الدينية‬
     ‫الرجعي تحت مس َّمى الخلافة‬                                         ‫بإنشاء وتمويل المساجد ومراكز‬
                                                                       ‫البحث والوسائط الإعلامية الموالية‬
                                                                         ‫للكيان الرجعي في الغرب‪ ،‬ضمن‬

                                                                                          ‫الغزو الناعم‪.‬‬
   134   135   136   137   138   139   140   141   142   143   144