Page 249 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 249

‫‪ ...‬وأنا أتأ َّهب إلى رواية جديدة‪،‬‬                                               ‫إلى باريس‪ ،‬ومرة في مسقط‬
   ‫مشو ًقا ج ًّدا‪ ،‬كأنني سألاقي المرأة‬                                             ‫رأس المعلم برايل في فرنسا‪..‬‬
‫التي عشقتها دهًرا ولم أزل رغم فراقنا‬
  ‫الطويل‪ ،‬وأنا مسكون بالخوف من‬                                                       ‫وخلاصة الأمر أن للموسيقا‬
‫اللقاء الآتي لا ريب فيه‪ ،‬ما دمت سأكتب‬                                              ‫مالها في تطوير البناء الروائي‪،‬‬
   ‫الرواية الجديدة التي‪ ..‬التي ماذا؟‬                                               ‫وفي إثراء الشخصية الروائية‪،‬‬
                                                                                  ‫وهذا ما أخذ يتواتر في التجربة‬
                                                                                ‫الحداثية الروائية العربية‪ ،‬وحسبي‬
                                                                                   ‫أن أشير إلى بناء روايت ْي جبرا‬
                                                                                 ‫إبراهيم جبرا (السفينة) و(البحث‬
                                                                                 ‫عن وليد مسعود) أو إلى روايات‬
                                                                                 ‫أسعد محمد علي (الضفة الثالثة)‬

                                                                                     ‫وحنا مينه (مأساة ديمتريو)‬
                                                                                ‫وهاني الراهب (خضراء كالبحار)‬
                                                                                ‫ومحمود عبد الغني (معجم طنجة)‬
                                                                                ‫وواسيني الأعرج (الكريماتوريوم‪:‬‬

                                                                                       ‫سوناتا لأشباح القدس) أو‬
                                                                                    ‫مي خالد (مقعد أخير في قاعة‬

                                                                                            ‫إيوارت)‪ ..‬هل يكفي؟‬

‫(أطياف العرش) تلتها‪ ،‬لكنت ظلل ُت‬        ‫البداية انتهت‪ ،‬والآن‪ :‬اقرأ‪ ،‬تأ َّم ْل‪،‬‬      ‫ما موقع (تاريخ العيون‬
     ‫حبيس تلك المرحلة‪ .‬لكن هذه‬            ‫ساف ْر‪ِ ،‬غب من الحياة والكتب‬            ‫المطفأة) في مجمل أعمالك‬
                                           ‫كمن لن يرتوي أب ًدا‪ .‬ومضت‬
‫الرواية ساعدتني على الخروج إلى‬                                                                     ‫الروائية؟‬
  ‫مرحل ٍة جديدة‪ ،‬ربما كان عنوانها‬      ‫أربع سنوات قبل أن أنشر رواية‬             ‫‪ -‬من بلغ مثلي من العمر عتيًّا‪،‬‬
                                         ‫(جرماتي) وأبدأ مرحل ًة جديدة‬
‫الأكبر هو التجريب‪ ،‬وهو أي ًضا ل َّذة‬                                                ‫لم يب َق أمامه سوى القليل من‬
                 ‫القراءة والكتابة‪.‬‬    ‫ستطول‪ ،‬وستكون علامتها الفارقة‬                ‫الزمن والعافية‪ ،‬لذلك يمكن أن‬
                                        ‫هي (الس َيرية)‪ ،‬من الموا َربة في‬         ‫يجيب على هذا السؤال بأ َّن هذه‬
      ‫بالقفز إلى (تاريخ العيون‬           ‫(جرماتي) إلى (الصريحة) في‬                ‫الرواية تت ِّوج مشواره الطويل‪/‬‬
      ‫المطفأة) تبدأ مرحلة جديدة‪،‬‬                                                    ‫رواياته‪ .‬ولكن إذا كان المع َّمر‬
      ‫ربما لا يصلها بما سبقها إلا‬     ‫(المسلَّة) و(هزائم مبكرة) و(قيس‬             ‫ط َّما ًعا مثلي فسيكون له جواب‬
    ‫(استراتيجية اللاتعيين) ولعبة‬           ‫يبكي)‪ .‬وهنا قلت أي ًضا‪ :‬قف‪،‬‬           ‫آخر‪ :‬إنها مرحلة جديدة‪( .‬تاريخ‬
      ‫الرواة‪ /‬الأصوات‪ .‬ولكن هل‬                                                    ‫العيون المطفأة) مرحلة جديدة‪،‬‬
      ‫ستكون وحدها مرحلة؟ هذا‬            ‫لتبدأ المرحلة الحاسمة‪ ،‬ستطول‬            ‫وقد كان مشواري الطوي ُل سلسل ًة‬
 ‫السؤال ير ُّجني ر ًّجا منذ أكثر من‬         ‫قرابة السبع سنوات وعملت‬             ‫من المراحل المتفارقة ربما بأكثر‬
‫سنة‪ ،‬وأنا أتأ َّهب إلى رواية جديدة‪،‬‬
‫مشو ًقا ج ًّدا‪ ،‬كأنني سألاقي المرأة‬    ‫خلالها لي َل نهار‪ ،‬أي من ‪14 -12‬‬                       ‫مما هي متوا ِشجة‪.‬‬
  ‫التي عشقتها ده ًرا ولم أزل رغم‬         ‫ساعة يوميًّا‪ ،‬قراء ًة وكتاب ًة هما‬         ‫بين ‪ 1970‬و‪ 1973‬أي بين‬
      ‫فراقنا الطويل‪ ،‬وأنا مسكون‬          ‫حفريات في النصف الأول من‬                   ‫الخامسة والعشرين والثامنة‬
   ‫بالخوف من اللقاء الآتي لا ريب‬                                                    ‫والعشرين من عمري نشرت‬
     ‫فيه‪ ،‬ما دمت سأكتب الرواية‬        ‫القرن العشرين السوري بخاصة‪،‬‬                ‫ثلاث روايات‪ ،‬ثم قلت‪ :‬قف‪ .‬قلت‬
                                         ‫والعربي والعالمي بعامة‪ .‬هكذا‬             ‫لنفسي تلك المرحلة انتهت‪ .‬تلك‬
        ‫الجديدة التي‪ ..‬التي ماذا؟‬
                                       ‫جاءت (مدارات الشرق) بأجزائها‬
                                             ‫الأربعة وصفحاتها الألفين‬
                                            ‫وأربعماية صفحة‪ .‬ولولا أن‬
   244   245   246   247   248   249   250   251   252   253   254