Page 83 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 83
83 إبداع ومبدعون
قصــة
جرت عيون الأب على السطور ثم أعاد له الرسالة الآخرين أسماكه الملونة.
أسئلة كأنها الخناجر كانت تمزق بهمجية كل
وثمة ابتسامة عجيبة تتراقص على شفتيه. جسده ،ثم تتحول الخناجر إلى أحجار صلدة تطحن
رأسه ،ثم تتح َّول الأحجار إلى ثعابين تلت ُّف حول
قال الأب :لن أقسم لك بالله ،سأقسم لك بعذابك،
عنقه وتغرس أنيابها في قلبه.
فأنت الآن لا تؤمن سوى بعذابك ،أخشى أن يكون يد قادرة قوية رفعته من فوق سريره ،وقادته إلى
إيمانك قد رفع عنك هذه الأيام. حيث شجرتها.
كانت يد أبيه ،الرجل عاد من دوامه المدرسي
لقد كنت متأك ًدا أنها ستتصل بك بطريقة ما، فعرف بخبر الرسالة من زوجته ،فلم يمهل نفسه
وكنت متأك ًدا من أنها ستقول عنك ما قالت. حتى يبدل ملابسه ،وقرر فتح كل جراح ولده بل
اسمع يا غالي :أظنك تعرف المثل الذي يتحدث وكيها لكي يخلصه من عذابه.
بهدوء حاسم قال له أبوه :هات الرسالة يا ولدي.
عن العاهرة التي ترميك بعيوبها ،أستغفر الله ربي،
أخرج مصطفى الرسالة من جيبه ،قدمها لأبيه،
صاحبتك واحدة منهن ،حتى وإن كان جسدها لم
يمسسه بشر ،ال ُعهر هناك يا مصطفى في منطقة
عميقة من القلب ،قد لا يعرف بوجوده سوى مولانا
عز وجل ،وهى ليست معوجة كغيرها ،لقد بلغت