Page 191 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 191

‫‪189‬‬         ‫الملف الثقـافي‬

‫هيلين كيلر‬  ‫كلود ليفي شتراوس‬   ‫جاك دريدا‬                           ‫‪ -2‬طريقة المطابقة بين‬
                                                                 ‫العلامات اللغوية‪ ،‬والعالم‬
            ‫اللغة الأدبية(‪.)5‬‬  ‫يعني أن القائل سيفعله كأنه‬         ‫الواقعي والحالة النفسية‬
    ‫ولأن المنطوق الأدائي هو‬    ‫أمام محكمة‪ ،‬وعليه ألا يزاول‬    ‫المعبر عنها‪ ،‬وكثافة الاستثمار‬
   ‫الذي يحدد إنجازية النص‬
                                          ‫إبلاغاته المعتادة‪.‬‬                     ‫للأقوال‪.‬‬
      ‫السردي اللغوية‪ ،‬يغدو‬          ‫‪ -2‬المنطوقات الأدائية‪،‬‬      ‫‪ -3‬صلة الخطاب بالمصالح‬
    ‫معيا ًرا من معايير تحديد‬
‫أسلوبية السرد‪ ،‬سواء أكانت‬               ‫وهي مقولات فعلية‬              ‫الشخصية ووضعية‬
  ‫الإنجازية تقريرية أم كانت‬    ‫‪performative unterance‬‬                         ‫المتخاطبين‪.‬‬
‫إنشائية‪ .‬وحين نقول إن لغة‬
 ‫الأدب أدائية فمعنى هذا أنها‬     ‫لا تطرح المعاني بتقريرية‪،‬‬          ‫وهو ما يدخل في حقل‬
‫ابتكارية‪ ،‬توظف فيها مختلف‬      ‫ومن ثم لا ُيبحث عن صحتها‬          ‫التداولية اللسانية التي لم‬
                                ‫أو خطئها أو خيرها وشرها‬       ‫تعد جز ًءا من علم اللسانيات‪،‬‬
      ‫الأساليب القولية التي‬     ‫أو قبحها وجمالها أو جدتها‬        ‫ولا منعزلة عن علوم اللغة‬
‫تتلاءم مع “التعابير الرمزية‬     ‫وهزلها أو حسنها وسوئها؛‬
‫والسياقات المرجعية والمقامية‬                                        ‫بخاصة وعلوم المعرفة‬
                                  ‫وإنما هي مراوغات مرئية‬         ‫الإنسانية بعامة‪ ،‬وعادة ما‬
     ‫والحدثية والبشرية”(‪.)6‬‬         ‫وغير مرئية اعتما ًدا على‬   ‫ينصب اهتمامها على دراسة‬
    ‫وفي روايات إبراهيم عبد‬                 ‫طبيعة الظروف‪.‬‬       ‫“اللغة في الخطاب وتنظر في‬
   ‫المجيد تغدو اللغة الأدائية‬                                   ‫الوسائل الخاصة به‪ ،‬قصد‬
    ‫عبارة عن إنجازية لغوية‬     ‫ويؤكد أوستن أن هذا التمييز‬       ‫تأكيد طابعه التخاطبي”(‪.)4‬‬
                                    ‫ينبه إلى حجم اللغة وما‬       ‫وكان لدراسات بيرس في‬
      ‫تعتمل بميكانيزمية‪ ،‬لا‬                                     ‫الفلسفة اللغوية البراغماتية‬
       ‫تنقل الدلالات حسب‪،‬‬         ‫فيها من أفعال ينبغي على‬
    ‫بل تؤديها أفعا ًل سردية‬       ‫المتكلم أن يؤديها‪ ،‬ذلك أن‬           ‫الأثر المهم في تطوير‬
   ‫وبشفافية تسمح بتكثيف‬         ‫اللغة الأدائية تركز اهتمامها‬    ‫التداولية اللسانية‪ ،‬كما كان‬
                                ‫على استخدام اللغة بوصفها‬         ‫لأنثروبولوجيا كلود ليفي‬
                               ‫نشا ًطا وصناعة للعالم تشبه‬
                                                                 ‫شتراوس أهمية كبيرة في‬
                                                              ‫توجيه الاهتمام التداولي نحو‬

                                                                ‫الحياة الاجتماعية بوصفها‬
                                                              ‫نتاج عمليات تواصلية لسانية‬

                                                                 ‫تقوم على تبادل المعلومات‬
                                                                ‫وتنظيم المنافع والأشخاص‬
                                                                 ‫والطقوس‪ .‬ويعد (لانغشو‬
                                                                ‫أوستن) واح ًدا من المهتمين‬
                                                                 ‫بدراسة التداولية اللسانية‬

                                                                     ‫ممي ًزا بين نوعين من‬
                                                                        ‫المنطوقات الأدائية‪:‬‬

                                                                  ‫‪ -1‬المنطوقات الإخبارية‪،‬‬
                                                                    ‫وهي مقولات تقريرية‬

                                                               ‫‪ constaite utterance‬فيها‬
                                                                 ‫يكون الإدلاء بالجملة غير‬
                                                                  ‫واصف واقع الحال‪ ،‬ولا‬
   186   187   188   189   190   191   192   193   194   195   196