Page 195 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 195

‫‪193‬‬           ‫الملف الثقـافي‬

‫لانغشو أوستن‬  ‫تشارلز ساندرز بيرس‬  ‫إبراهيم عبد المجيد‬              ‫المتوسطة بالعزيزية كانت‬
                                                                ‫تخرج كل يوم بعد الدراسة‬
    ‫صورة هيلين كيلر(‪)28‬‬        ‫رباط الرأس الأخضر ينبيء‬         ‫مع اليمني اليامي بن عبد الله‬
   ‫وصورة (واضحة) من‬                ‫بشعر غزير خلفه”(‪.)27‬‬
‫ناحية أن الإرادة الإنسانية‬        ‫والمتحصل من جراء تلك‬                         ‫اليامي”(‪.)25‬‬
   ‫واحدة في جرأة المغامرة‬                                         ‫‪ -‬رمزية الاختلاج‪ /‬كهذا‬
 ‫والرغبة في إثبات الوجود‪.‬‬        ‫المغالطة الوصفية إنجازية‬
  ‫وكذلك التناص مع رواية‬          ‫تداولية محملة برمزية أن‬            ‫المقطع الذي فيه تجتمع‬
 ‫(ليس في رصيف الأزهار‬           ‫(إسماعيل) ليس ذبي ًحا بل‬           ‫الأضداد‪ ،‬حيث الغموض‬
  ‫من مجيب) التي تشترك‬           ‫هو قتيل أطاحت به سكين‬
                                                                      ‫يتضاد مع الوضوح‪،‬‬
     ‫أفعالها الإنجازية مع‬           ‫الحرية وتركته صريع‬         ‫والجسد مع الروح والبياض‬
    ‫الرواية موضع الرصد‬           ‫الحقيقة في بلدة لم يعرف‬
 ‫في ثيمة (الإنسان الحائر)‬      ‫فيها سوى المنع والغموض‪.‬‬             ‫مع السواد والسكون مع‬
                                                                ‫الحركة والوحدة مع التبعثر‬
      ‫وما يرتبط بذلك من‬            ‫وعلى الرغم من اغترابه‬        ‫“وأتطلع إلى الشمس في قبة‬
‫النسيان والتذكر والإدراك‬       ‫الروحي وإحساسه بالعزلة‪،‬‬
                                                                  ‫السماء بعيدة لكن الضوء‬
              ‫واللاإدراك‪.‬‬        ‫فإن شعو ًرا غريز ًّيا يؤكد‬         ‫يغمر الدنيا ببراءة اللبن‬
 ‫فيتماهى (إسماعيل) وهو‬         ‫له أن الحقيقة ناصعة “ولو‬
‫يجد في الطائرة ح ًّل لغربته‬                                       ‫الحليب‪ .‬ويأخذ عيني مني‬
                                     ‫ُغطيت بألف غربال”‪.‬‬              ‫سواد العباءة والحبرة‬
    ‫وشكوكه مع (خالد بن‬            ‫هذا إلى جانب التناصات‬
     ‫طوبال) الذي قفز من‬           ‫التي لعبت دو ًرا مه ًّما في‬      ‫وجمود الجسد‪ .‬يا الله يا‬
     ‫القطار كي يحل اللغز‬         ‫سردنة المنطوقات الأدائية‬         ‫أرحم الراحمين‪ ،‬ها هو ذا‬
   ‫مفك ًرا في أمرين م ًعا‪ :‬أن‬                                   ‫الجسد الصغير يختلج أكثر‬
   ‫يجد بانتظاره أح ًدا وثم‬           ‫من خلال التعالق مع‬         ‫من مرة‪ .‬يختلج‪ ..‬لا ريح في‬
                                 ‫بعض النصوص القرآنية‬           ‫الفضاء ولا نسمة‪ ،‬ولا يحرك‬
                                ‫أو التعالق النسوي ما بين‬            ‫العباءة الآن إلا اختلاجة‬
                                                               ‫الجسد وانتفاضة الروح”(‪.)26‬‬
                                                               ‫ولو أحصينا مواضع وصف‬
                                                                ‫(واضحة) لوجدناها معاد ًل‬
                                                                ‫موضوعيًّا للبلدة العجيبة في‬
                                                                ‫صغرها المكاني المتناهي وفي‬
                                                                 ‫كبرها الروحي اللامتناهي‪،‬‬
                                                                ‫يقول إسماعيل‪“ :‬أنا في غاية‬
                                                                   ‫الدهشة‪ ،‬أنا وفتاة وحدنا‬
                                                                 ‫في الغرفة الواسعة الرطبة‪،‬‬
                                                                   ‫في البيت الكبير الصامت‬
                                                                ‫وسط الصحراء المترامية في‬
                                                                 ‫البلاد شاسعة الأرجاء‪ ..‬فم‬
                                                                ‫صغير وأسنان ندية وعينان‬
                                                                 ‫عسليتان ناعستان وأهداب‬

                                                                      ‫طويلة وبشرة خمرية‬
                                                                     ‫مفاجئة‪ ،‬وقوس الشعر‬
                                                                 ‫الأسود فوق الجبين وتحت‬
   190   191   192   193   194   195   196   197   198   199   200