Page 277 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 277

‫‪275‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫شخصيات‬

‫المعلم إبراهيم الجوهري‪..‬‬

                                   ‫رجل العطاء‬                        ‫د‪.‬ماجد عزت‬
                                                                     ‫إسرائيل‬
     ‫في مصر العثمانية‬

    ‫معينة‪ ،‬من خلال التركيز على‬      ‫تعد دراسة التاريخ الشخصي‬
     ‫سيرة المعلم إبراهيم يوسف‬
   ‫الجوهري الذي عاش في أواخر‬            ‫(السيرة الذاتية) ذات أهمية‬
 ‫القرن الثامن عشر الميلادي‪ ،‬وهو‬          ‫كبيرة‪ ،‬لأهمية فكرة التاريخ‬
 ‫ابن خياط قبطي‪ ،‬واستطاع بعمله‬        ‫الشفاهي الذي يسرده الشخص‬
 ‫الجاد أن يتدرج من مجرد ناسخ‬       ‫عند كتابته للأحداث التي وقعت له‬
‫إلى صراف ثم إلى كبير مباشرين‪،‬‬        ‫في أثناء حياته‪ ،‬وذلك من خلال‬
  ‫وتولى بعدها رئاسة كتَّاب القطر‬     ‫سرد حكايته كفيلم سينمائي‪،‬‬
   ‫المصري؛ وهي أسمى الوظائف‬
 ‫الحكومية في ذاك العصر وتعادل‬             ‫حيث يسترجع ذاكرته‬
‫رتبة رئاسة الوزارة حاليًّا‪ .‬وخلال‬  ‫التاريخية‪ ،‬أو الماضي البعيد‪،‬‬
  ‫حياته حقق ثروات هائلة‪ ،‬ولعب‬
 ‫أدوا ًرا مهمة سياسية واقتصادية‬       ‫وخاصة إذا كان كاتبها‬
  ‫واجتماعية؛ ونظ ًرا لدوره البارز‬      ‫يتمتع بشعبية‬
   ‫في الكنيسة القبطية أطلقوا عليه‬    ‫داخل مجتمعه‬
  ‫لقب «كبير الأراخنة»‪ ،‬و»سلطان‬
    ‫القبط»‪ ،‬ووضعوا اسمه ضمن‬              ‫وخارجه‪،‬‬
‫الشهداء والقديسين (السنكسار)‪،‬‬          ‫وقدم كل ما‬
 ‫وكان الجوهري في العطاء كالنهر‬
  ‫الخالد الذي يمنح كل المصريين‬           ‫يملك وأدى‬
   ‫بلا عنصريه أو تمييز‪ ،‬وهذا ما‬     ‫الواجب المنوط به‬
  ‫نوضحه خلال السطور القادمة‪.‬‬         ‫لوطنه وللعالم‪ .‬ولهذه‬
   ‫ولد إبراهيم يوسف الجوهري‬
    ‫من أبوين فقيرين متواضعين‬           ‫الدراسات أهمية بالغة‪ ،‬حيث‬
  ‫في ثلاثينيات القرن الثامن عشر‬    ‫تكشف لنا أحداث الماضي وتعطي‬
     ‫الميلادي‪ ،‬ببلدة قليوب‪ ،‬وكان‬
    ‫أبوه يتعيش من مهنة الحياكة‬           ‫لنا صورة عن العلاقة بين‬
                                      ‫فكرة المكان والزمان‪ ،‬وتمكننا‬
                                        ‫من وضع الحاضر في مكانه‬
                                       ‫الصحيح‪ ،‬ومن ثم نستطيع‬
                                     ‫أن نسير نحو المستقبل بخطى‬
                                     ‫ثابتة‪ ،‬وعلى أسس مدروسة‪ .‬وفي‬

                                        ‫هذا الإطار تبرز قيمة السيرة‬
                                   ‫الذاتية كأداة لفهم جوانب تاريخية‬
   272   273   274   275   276   277   278   279   280   281   282