Page 285 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 285
283 ثقافات وفنون
حوار
عباس محمود العقاد إبراهيم عبد المجيد إبراهيم عبد القادر المازني وهكذا إلى ما لا نهاية.
هذا هو التصور الفلسفي النظري،
للعناصر ،وهذا لا يعني أنه عندما الهواء إلى حميا التجربة الحياتية
تولد بعض العناصر فإنها تدمر الفعلية أو المعيشة .ولم تعد ويمكن أن نلاحظه في كل ما
العناصر الأخرى ،ولكن تحترمها يحيط بنا ،فالوحدات السياسية
وتتجاور معها. الحبيبة في النص حبيبة رمزية:
ونتيجة لهذا ،أصبح هناك معنى فليست هي مصر أو الجمال أو والدول صارت تنقسم إلى
فلسفي ما بعد حداثي ،يمكن أي معنى آخر بل صارت الفتاة عصبيات داخلية( :يوغوسلافيا:
تطبيقه على كل مجالات الحياة الحقيقية التي شاركت الشاعر
صرب -كروات -بوسنة)،
اليوم ،وهو مبدأ التجاور :وبالفعل الجلوس في الكوفي شوب. (أندونيسيا :إقليم تيمور -إقليم
تتجاور اليوم تيارات أدبية وأصبحت في الفترة الأخيرة
أتشيه)( ،قبرص :القبارصة
وشعرية عديدة« :الشعر التقليدي ألتقي مع الشعراء والكتاب الأتراك واليونانيين)( ،العراق:
الكلاسيكي ،والشعر التقليدي في إحساسهم بالسخرية التي سنة -شيعة -أكراد -تركمان-
الرومانتيكي ،والشعر المكتوب تعبر عن رفض كل المواصفات
بأسلوب مدرسة الشعر الحر، التقليدية الهشة التي تتشبث أيزيديون).
وتجارب شعراء المجاز اللغوي. بالبقاء ،بينما لم يعد لها أي دور وحتى العلوم المختلفة انقسمت
وتجارب شعراء قصيدة النثر في الحياة ،وصرت أتابع طبيعة بالمنطق نفسه ،وعلم الاجتماع على
الجديدة .لا بد اليوم لكل تيار القلق العصري :الإنسان مشدود سبيل المثال أصبح( :علم الاجتماع
العام -علم الاجتماع الأدبي-
أن يحترم التيارات الأخرى وأن الأعصاب ،في زمن متوتر. أنثروبولوجي -سوسيولوجي).
يتجاور معها في منظومة الإبداع ومن الحساسيات الشعرية
الجديدة التي بدأت أتابعها الآن: وهناك أمثلة لا نهاية لها في
الشعري الحالية. معنى التجاور ،والتجاور يعبر كل المجالات حولنا ،كانت لدينا
في فترة السبعينيات ،كنت منض ًما عن العصور الجديدة بعد التفتت
والانقسام والغزارة الشديدة صحف :الأهرام ،والأخبار،
لتيار حداثي اسمه (إضاءة )77 والجمهورية والمساء ،واليوم
يقول المجلس الأعلى للصحافة:
إن لدينا أكثر من 500صحيفة
توزع كل صباح ..وهكذا.
وفى الثقافة والإبداع سنصل
للشيء نفسه ،ففي الشعر عرفنا
الوحدة الصغرى وهى الذات
بالمعنى الشخصاني ،وكل نص
تميزه ذات مختلفة ومستقلة،
وبذلك تتعدد الذوات تعد ًدا عظي ًما.
وأصبحت الثقافة اليوم تستوعب
ثقافة الماضي بكافة تشكلاتها
وتياراتها مع ثقافة الحاضر في
الوقت نفسه ،والشاعر اليوم
تتجاور في كتابته معطيات
رومانسية وواقعية وحداثية
جمالية وما بعد حداثية في الوقت
نفسه .وقد انتقلت الشعرية من
سماوات المجاز والتحليق في