Page 183 - merit 42 jun 2022
P. 183

‫‪181‬‬          ‫الملف الثقـافي‬

                                                                   ‫اِ ْص َط َد َم بفق ِر‬  ‫كَلصم ْام ِت ُتِه‪َ ،‬ملاْن‬
                                                               ‫ِب َف ْق ِره إلى الكلمات‪.‬‬

                                                               ‫وتتحول العلاقة بين الذات‬

                                                               ‫والنخلة من علاقة قابلة‬

                                                               ‫للانفتاح على الآخرين عبر‬

                                                               ‫المشاهدة أو السماع أو‬
                                                                  ‫المعاينة إلى علاقة َخ ِفية‪،‬‬
                                                                ‫فويتهراك ُسل ٍلطبار ِطفن ٍّيع‪،‬نلا َم ُْين ْعِطرِق ِهُ‪،‬ب‬
                                                               ‫لا يتكلم به‪ ،‬ولا يرويه‪ ،‬ولا‬

                                                               ‫يرويه أح ٌد عنه‪ ،‬فالرواة لا‬
                                                               ‫يروون سكون الصامتين‪،‬‬
                                                               ‫ولا َيبي ُن أ ُّي َط َر ٍف عن شي ٍء‬
                                                               ‫للآخر‪ ،‬وإنما يبي ُن ك ٌّل منهما‬
                                                               ‫للآخر بحاله ‪-‬كما يقول‬
                                                               ‫الصوفية‪ -‬فصم ُت ك ٍّل منهما‬
‫فراس السواح‬  ‫صبحي حديدي‬          ‫شاكر لعيبي‬                     ‫حينئ ٍذ هو بيانه الذي انتقل‬

      ‫الباطنية؛ خصوصية‬           ‫التي تتردد في النص َمرات‬      ‫من عبارته إلى ذاته؛ ليبين هو‬
‫الأسرة‪ ،‬وعلاقاتها ال ِّس ِّرية؛‬  ‫أربع‪ ،‬وقد يكون من السهل‬
                                                               ‫بنفسه عن حاله‪.‬‬
     ‫عالم الجنس‪ ،‬والنوم‪،‬‬           ‫التَّ َفكر في المشهد بوصفه‬
  ‫والولادة‪ ،‬والعزلة‪ ،‬حيث‬            ‫مشه ًدا (طبيعيًّا) يعتاده‬  ‫ويتصل بذكورة الرمز‪/‬‬
                                  ‫البيت الريفي‪ ،‬إلى أن يغدو‬
     ‫الذات وخصوصياتها‬                 ‫مألو ًفا دون أي جدا ٍل‪،‬‬  ‫النخلة وأنوثته أي ًضا إلحاح‬
       ‫وأنشطتها المرتبطة‬          ‫ولكن اعتياده ومألوفيته لا‬    ‫النص على موضعها من‬
                                    ‫ينـزعان عنه المعنى بأية‬
‫بالظلمة‪ .‬أما الساحة فتمثل‬        ‫حال‪ ،‬أو ُي ْف ِقدانه خصوصية‬                              ‫البيت‪:‬‬
  ‫الانفتاح على السماء‪ ،‬على‬
                                       ‫الدلالة‪ ،‬إذ «الأفضية‬    ‫‪« -‬النخلة في ساحة البيت‬
‫الطبيعة‪ ،‬على المطر‪ ،‬والبرق‪،‬‬       ‫الروتينية للمنازل [تحدثنا]‬
       ‫والرعد‪ .‬تمثل أي ًضا‬                                     ‫تميل في دلال» س (‪.)6‬‬
                                    ‫عن نوع الممارسات التي‬
    ‫الانفتاح على الآخرين؛‬                      ‫تدعمها»(‪.)25‬‬    ‫‪« -‬ألقى ميا ًها غزير ًة حول‬
  ‫حيث الأسرة في علاقاتها‬                                       ‫ساحتها» س (‪.)19‬‬
‫بالخارج؛ العائلة‪ ،‬والقبيلة؛‬         ‫إن الساحة المكشوفة في‬
                                   ‫البيت الريفي‪ ،‬التي يمكن‬     ‫‪« -‬بينما العاشق ضائق‬
    ‫حيث علاقات الماضي؛‬            ‫للنخلة أن تنبت فيها‪ ،‬تمثل‬
      ‫النَّ َسب‪ ،‬والمصاهرة‪،‬‬      ‫علام ًة فارق ًة بين فضاءين؛‬                              ‫الصدر‬

   ‫والتقاليد‪ ،‬وكل ما يمثله‬              ‫فضاء منغلق ُم َسيَّج‬   ‫يخرج برأسه من الباب إلى‬
    ‫هذا الماضي من رصيد‬               ‫مسقوف‪ ،‬وآخر مفتوح‬
    ‫يشكل حاضر اللحظة‪،‬‬                 ‫مكشوف على السماء‪.‬‬                                   ‫الساحة‬
‫ومستقبلها‪ .‬الساحة انفتاح‬           ‫يمثل الأول عالم الأسرار‬
  ‫على الأضيا ِف‪ ،‬وال ُغ َرباء‪،‬‬                                 ‫يملأ صدره المعطوب بالهواء‬

       ‫والعابرين‪ .‬الساحة‬                                       ‫ويعود حسيرا	» س (‪:74‬‬

                                                                                          ‫‪.)77‬‬

                                                               ‫‪« -‬يتوسط ساحة البيت‪،‬‬

                                                               ‫وينظر إلى أعلى‬

                                                               ‫إلى رأسها» س (‪.)79 ،78‬‬
                                                               ‫وإلحاح النص على ِذكر‬

                                                               ‫النخلة مقرون بساحتها‬
   178   179   180   181   182   183   184   185   186   187   188