Page 187 - merit 42 jun 2022
P. 187

‫الملف الثقـافي ‪1 8 5‬‬                  ‫‪ -‬وعلى حين يشبه امرئ‬                       ‫حيث َت َم َّهل‪ ،‬و َتم َّك َث‪ ،‬غي َر‬
                                       ‫القيس شعر أنثاه شديد‬                        ‫خائ ٍف أو ُم ْذعور‪ ،‬أنس‬
   ‫ولعل اختيار الراهب أدعى‬            ‫السواد في كثافته بـ»قنو‬
‫لظهور الضوء للطارقين لعلو‬             ‫النخلة المتعثكل» ب(‪،)35‬‬                    ‫الشاعر المعاصر بنخلته‪/‬‬
‫صومعته‪ ،‬ولأنه يضيء حيث‬
 ‫يطفئ النا ُس نارهم‪ ،‬ولكن لا‬                      ‫ويقول عنه‪:‬‬                                        ‫أنثاه‪:‬‬
‫تخفى مع هذا دلالة الانقطاع‬             ‫«غدائره مستشزرات إلى‬                      ‫« َد ّل عراجينها بتؤ َد ٍة ولين‬
                                                                                 ‫أ ْرداف‬  ‫فأصبحت امرأ ًة ذا َت‬
  ‫والتبتل التي يقرنها كل من‬                              ‫ال ُعلا‬                  ‫(‪:45‬‬    ‫ساحر ٍة وملونة» س‬
 ‫امرؤ القيس ونص «النخلة»‬                 ‫َت ِض ُّل المّدا َرى في ُم َثنَّى‬
‫بحديثه عن المرأة‪ ،‬كل بحسب‬                                                                       ‫‪.)47‬‬
                                            ‫و ُم ْر َس ِل» ب(‪.)36‬‬
                   ‫طريقته‪.‬‬            ‫يماهي محمود قرني بين‬                       ‫‪ -‬وبينما نجد البياض في‬
‫‪ -‬والحب العارم الذي يجرف‬             ‫أنثاه والنخلة فنرى‪ :‬شع ًرا‬
                                                                                 ‫النخلة‪ /‬المرأة‪ ،‬عند محمود‬
    ‫الشاعر في نص «النخلة»‪:‬‬              ‫أخضر يخامر الأصابع‬                       ‫قرني‪ ،‬في قلبها و َط ْلعها‪:‬‬
     ‫«استسلمي لذراعي فأنا‬            ‫س(‪« ،)31‬يطلع ناع ًسا من‬
  ‫أحبك حتى النهاية» س(‪،41‬‬            ‫مخمله» س(‪ ،)32‬إنه أثي ٌث‬                    ‫«ينام على قلبك الأبيض‬

                      ‫‪.)42‬‬              ‫كما لدى امرئ القيس‪.‬‬                      ‫حتى الصباح» س(‪.)33‬‬
   ‫وعندما تحولت النخلة إلى‬            ‫‪ -‬وكما كانت أنثى امرئ‬
                                       ‫القيس «هضيم الكشح»‬                                 ‫«كان طلعها الأبيض‬
         ‫ذكر نخيل أضحى‪:‬‬               ‫ب(‪ ،)30‬وكما َح َّدثنا عن‬
     ‫«العاشق ضائق الصدر‬                                                                   ‫كالحليب تذكا ًرا‬
  ‫يخرج برأسه من الباب إلى‬               ‫«كش ٍح لطي ٍف كال َج ِدي ِل‬              ‫موشو ًما على قلبه» س(‪،9‬‬
                                        ‫ُم َخ َّص ٍر» ب(‪ ،)37‬كان‬
                    ‫الساحة‬                ‫خصر الأنثى في نص‬                                          ‫‪.)10‬‬
 ‫يملأ صدره المعطوب بالهواء‬               ‫«النخلة» «يشبه خاتم‬
                                    ‫قدي ٍس» س(‪ )35 ،34‬ولعل‬                       ‫كانت الأنثى عند امرئ‬
     ‫ويعود حسي ًرا» س(‪:74‬‬            ‫تعين الإضافة إلى القديس‬                     ‫القيس «مهفهف ًة بيضاء»‬
                      ‫‪.)77‬‬              ‫يحيلنا إلى راهب امرئ‬                     ‫ب(‪ ،)31‬و»بيضة ِخ ْد ٍر»‬
                                                                                   ‫ُم َقانا ِة‬  ‫ب(‪ ،)22‬و»كبِ ْك ِر‬
  ‫هو نفسه الحب الذي يتملك‬                     ‫القيس‪ ،‬ومنارته‪:‬‬                    ‫ب(‪.)32‬‬         ‫البيا ِض ِب ُص ْف َر ٍة»‬
      ‫امرأ القيس في معلقته‪:‬‬             ‫تضيء الظلا َم بال ِعشا ِء‬                ‫‪ -‬والمياه التي ُت ْلقى حول‬
                                                                                 ‫الأنثى في نص النخلة‪،‬‬
   ‫«وما إن أرى عن َك العماي َة‬                          ‫كأنها‬
  ‫تن َجلي» ب(‪« ،)26‬إلى مثلها‬          ‫َم َنا َرة ُم ْم َس راه ٍب ُم َت َبتَّ ِل‬  ‫تغذي ُد َّرة امرئ القيس‬
‫يرنو الحليم صبابة» ب(‪،)41‬‬                                                          ‫« َغذاها نمي ُر الما ِء غي َر‬
                                                      ‫ب(‪)39‬‬
               ‫وكذلك قوله‪:‬‬               ‫إذ جعل أنثاه لِ ُح ْسنها‬                ‫المحلَّ ِل» ب(‪ ،)32‬وأي ًضا‬
   ‫« َت َسلّت عمايا ُت الفؤا ِد عن‬  ‫وبياضها كالسراج المضيء‪.‬‬                      ‫ُذلِّ َل ْت للنخل فخرج أُ ْن ُبو ُب ُه‬
                                                                                 ‫(ال َب َرد ُّي الذي ينبت وسط‬
                     ‫الصبا‬
     ‫وليس فؤادي عن هوا ِك‬                                                              ‫النخل) أي ًضا ناع ًما‪،‬‬
                                                                                 ‫فكانت ساقا أنثاه كذلك في‬
           ‫بِمُ ْنسَلِ» ب(‪)42‬‬
                                                                                                ‫بياضهما‪.‬‬
   182   183   184   185   186   187   188   189   190   191   192