Page 184 - merit 42 jun 2022
P. 184

‫العـدد ‪42‬‬   ‫‪182‬‬

‫يونيو ‪٢٠٢2‬‬

‫باختصار هي (عالم ال َّذ َك ِر)‪ ،‬عشتار‬
                                       ‫في مقابل (عالم الأنثى)‪.‬‬

                                   ‫الساحة (فضاء ذكوري) في‬
                                     ‫مقابل (فضاء أنثوي) هو‬

                                   ‫سائر البيت‪ ،‬ووسطه‪ ،‬وسط‬
                                    ‫هذا الفضاء الذكوري تقوم‬

                                       ‫النخلة لتخلخل بأنوثتها‬
                                               ‫فضاء الذكور‪:‬‬

                                  ‫«النخلة في ساحة البيت تميل‬
                                                     ‫في دلال‬

                                              ‫تلقي سلا ًما هنا‬
                                    ‫وسلا ًما هناك» س (‪.)8 :6‬‬
                                    ‫والعجب أنها بذاتها ُتك ِّرس‬
                                   ‫لقيم تغذي بالأساس الثقافة‬
                                  ‫الذكورية‪ ،‬من حيث؛ الماضي‪،‬‬
                                     ‫والعلو‪ ،‬والشموخ‪ ،‬والظل‪،‬‬
                                  ‫وهي كلها مقومات يستهلكها‬

                                       ‫الذكور عبر التأكيد على‬
                                   ‫هويتهم‪ ،‬وقيم الكينونة‪ ،‬من‬
                                  ‫خلال هذه الساحة التي تمثل‬

                                             ‫فضاءهم المختار‪.‬‬
                                   ‫النخلة ‪-‬هنا‪ -‬في الوسط من‬
                                    ‫الساحة تمثل ‪-‬فيما تمثل‪-‬‬

                                     ‫قيم الرعاية‪ ،‬والاحتضان‪،‬‬
                                     ‫والحدب؛ لقد َع َر َف ْت كيف‬
                                     ‫تو ِّس ُع من دائرتها الذاتية‬
                                     ‫لتحتضن الآخرين؛ تسمح‬
                                     ‫لهم بارتقائها‪ ،‬والنهل من‬
                                    ‫ملكوتها‪ ،‬تبسط حنوها على‬

                                       ‫الجميع‪ ،‬تب ُّث بع ًضا مما‬
                                  ‫ُو ِه َب ْت من حياة وخصوبة في‬
                                   ‫الآخرين؛ فتهبهم الخصوبة‪،‬‬
                                   ‫والوع َد بالزواج‪ ،‬والإنجاب‪،‬‬
                                  ‫مستجيب ًة لهمسات العذارى‪.‬‬

                                       ‫كما تصل رحمها الأزلي‬
                                        ‫برحم النساء المتعبات؛‬
                                       ‫لتسهل عليهن ولادتهن‪.‬‬
                                       ‫النخلة ‪-‬هنا‪ -‬تمثل قيم‬
                                  ‫المجتمع الأمومي الذي ُي َج ِّمع‬
   179   180   181   182   183   184   185   186   187   188   189