Page 188 - merit 42 jun 2022
P. 188

‫العـدد ‪42‬‬                                                  ‫‪186‬‬

                                   ‫يونيو ‪٢٠٢2‬‬

                                                                                              ‫الهوامش‪:‬‬

                                   ‫* المدرس بقسم الدراسات الأدبية‪ ،‬بكلية دار العلوم‪ /‬جامعة الفيوم‪.‬‬
‫* محمود قرني‪ :‬واحد من أبرز شعراء قصيدة النثر خاصة في مصر الآن‪ ،‬ومن المهتمين أي ًضا بالحوار حولها‬
                                                                            ‫وحول الشعر‪ .‬نشر للآن خمسة دواوين‪ ،‬هي‪:‬‬
               ‫‪َ -‬ح ّمامات الإنشاد‪ ،‬أصوات أدبية‪ ،‬الهيئة العامة لقصور الثقافة‪ ،‬مصر‪.1996 ،‬‬
                        ‫‪ -‬هواء لشجرات العام‪ ،‬كتابات جديدة‪ ،‬الهيئة العامة للكتاب‪.1998 ،‬‬
                                   ‫‪ -‬خيول على قطيفة البيت‪ ،‬دار الأحمدي للنشر‪.1999 ،‬‬
               ‫‪ -‬طرق طيبة للحفاة‪ ،‬أصوات أدبية‪ ،‬الهيئة العامة لقصور الثقافة‪.2000 ،‬‬
‫‪ -‬الشيطان في حقل التوت‪ ،‬ميريت للنشر والمعلومات‪ ،‬مصر‪ .2003 ،‬ومنه هذا النص‪ ،‬الذي سوف نشير‬
                                                                                              ‫لسطوره بالرمز (س)‪.‬‬
‫‪ -1‬بول دي مان‪ :‬العمى والبصيرة‪ .‬ترجمة‪ :‬سعيد الغانمي‪ .‬منشورات المجمع الثقافي‪ .‬أبو ظبي‪.1995 .‬‬
                                                                                              ‫ص‪.255 :225‬‬
                                   ‫‪ -2‬ب‪.‬م‪.‬دوبيازي‪ :‬نظرية التناص‪ .‬تعريب‪ :‬المختار حسني‪.‬‬
‫‪http://www.fikrwanakd.aljabriabed.com/n28_11hassani.htm‬‬
‫(‪ )ii‬ليست ملاحظة التشابه بين النخلة والإنسان من قبيل الملاحظة العابرة‪ ،‬بل تجذرت في الوعي الإنساني‬
‫بعامة‪ ،‬عندما اعتقد أن ثمة أروا ًحا تسكنها‪ ،‬والأمر ليس من باب المجاز‪ ،‬وإنما يعود إلى طبيعة ارتباط الإنسان‬
    ‫نفسه بالكون عندما يؤنسن ما حوله‪ .‬يرفد هذه العلاقة مشابهة النخلة شكليًّا للإنسان‪ ،‬وللأنثى تحدي ًدا‪.‬‬
‫يقول القزويني‪« :‬إنها تشبه الإنسان من حيث استقامة قدها‪ ،‬وطولها‪ ،‬وامتياز ذكرها عن أنثاها‪ ،‬واختصاصها‬
   ‫باللقاح‪ .‬ولو ُق ِط َع رأ ُسها هلكت‪ ،‬ولطلعها رائحة المني‪ ،‬ولها غلاف كالمشيمة التي يكون الولد فيها‪ .‬وال ُج َّما ُر‬

 ‫الذي على رأسها لو أصابه آفة هلكت النخلة‪ ،‬كهيئة ُمخ الإنسان إذا أصابه آفة‪ ،‬ولو قطع منها ُغ ْصن لا يرجع‬
 ‫بدله كعضو الإنسان‪ ،‬وعليها ليف كشعر يكون على الإنسان»‪ .‬انظر‪ :‬القزويني (زكريا بن محمد بن محمود)‪:‬‬
‫عجائب المخلوقات‪َ .‬ق َّدم له وحققه‪ :‬فاروق سعد‪ ،‬دار الآفاق الجديدة‪ ،‬ط‪1403 ،5‬ه‪1983 /‬م‪ .‬ص‪.64 ،63‬‬
                                                                                       ‫والقصيدة ُت َص ِّرح بهذا التشابه أي ًضا‪:‬‬
                                                                            ‫«نحن متشابهان إلى َح ٍّد بعيد» س(‪.)28‬‬
 ‫النمط‬  ‫ويقوم‬  ‫المعلول ينتج علته‪.‬‬  ‫أن الشبيه ُي ْنتج الشبيه‪ ،‬وأن‬            ‫أو المحاكاتي على‬  ‫السحر التشاكلي‬   ‫‪ -3‬يقوم‬
‫تعاطف‬   ‫علاقة‬  ‫في وق ٍت ما تظل في‬  ‫كانت متصل ًة بعضها ببعض‬                  ‫أن الأشياء التي‬   ‫أو التلامسي على‬  ‫الاتصالي‬
‫بحيث أن ما يطرأ على أحدهما يؤثر بالضرورة تأثي ًرا مباش ًرا على الآخر‪ ،‬حتى بعد أن تنفصل فيزيقيًا‪.‬‬
                                       ‫انظر‪ :‬جيمس فريزر‪ :‬الغصن الذهبي‪ .‬جـ‪ ،1‬ص‪.142 ،833‬‬
‫(‪ )iii‬في مقابل الكلمة الطيبة‪ /‬كلمة التوحيد‪ /‬النخلة باستقرارها في الأرض‪ ،‬وصعودها إلى السماء‪ ،‬تأتي الكلمة‬
‫الخبيثة‪ /‬الحنظلة تصفقها الريح يمينًا وشما ًل‪ .‬قال قتادة‪« :‬ما أعلم لها في الأرض مستق ًّرا‪ ،‬ولا في السماء‬
                                         ‫مصع ًدا إلا أن تلزم عنق صاحبها حتى يوافي بها يوم القيامة»‪.‬‬
‫انظر‪ :‬أبو حاتم السجستاني (سهل بن محمد بن عثمان)‪ :‬كتاب النخل‪ .‬حققه و َعلق عليه و َق َّدم له‪ :‬د‪.‬إبراهيم‬
        ‫السامرائي‪ .‬دار اللواء للنشر والتوزيع‪ .‬مؤسسة الرسالة‪ .‬ط‪1405 ،1‬ه‪1985 /‬م‪ .‬ص‪.38 ،37‬‬
‫ويصل الإجلال َحده في قول السجستاني‪« :‬ومما ك َّرم الله ‪-‬تبارك وتعالى‪ -‬به أهل الإسلام‪ ،‬و َك َّرم به النخل‪:‬‬
                                                    ‫أن ليس في بلاد ال ِّش ْرك منه شيء»! السابق ص‪.42‬‬

    ‫‪ -4‬عن أبي الزبيـر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪َ « :‬م ْن قال سبحان الله العظيم وبحمده‪،‬‬
 ‫ُغ ِر َس ْت له نخلة في الجنة»‪ .‬انظر‪ :‬الترمذي (محمد بن عيسى بن سوره)‪ :‬الجامع الصحيح ( ُسنن الترمذي)‪.‬‬

              ‫تحقيق‪ :‬كمال يوسف الحوت‪ .‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‪ .‬المجلد الخامس‪ .‬ص‪.477‬‬
‫عليه وسلم «إن ِمن ال َّشج ِر شجر ًة لا َي ْس ُق ُط ور ُقها‪ ،‬وإنها َم َث ُل‬  ‫صلى الله‬   ‫ابن عمر قوله‪ :‬قال رسول الله‬                  ‫‪ -5‬عن‬
‫البوادي‪ ،‬قال عبد الله‪ :‬و َو َق َع في نفسي أنها النخلة‪ ،‬فاستحيي ُت‬           ‫في َش َجر‬  ‫َف َح ِّدثوني ما ِه َي‪َ ،‬ف َو َق َع النا ُس‬  ‫المُ ْسلِم‪،‬‬
   183   184   185   186   187   188   189   190   191   192   193