Page 267 - merit 42 jun 2022
P. 267

‫‪265‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫كتب‬

   ‫بنات‪ ،‬و»سعيد الإسماعيلاوي»‬         ‫ليال روحانية نادرة‪ ،‬أعادتنا إلى‬         ‫كما أن «عبد البديع» معلم لغة‬
      ‫زوج ومحرم موجهة مكتب‬            ‫مثيلاتها المصرية بين الأهل‪ ،‬ما‬      ‫عربية يحب النحو‪ ،‬وهو ما يتطابق‬
                                     ‫أجمل التمحك فيما يتعلق بالأهل‬
   ‫تعليم البنات‪ ،‬و»زيدان الشهير‬        ‫والناس‪ ،‬بقريتنا في شمال دلتا‬           ‫مع سيرة فكري داود المهنية‪:‬‬
 ‫بالصيني» زوج ومحرم ممرضة‬              ‫النيل التليد‪ .‬ها هي عادة تبادل‬       ‫«الغريب أنني لم أجد كلا ًما كهذا‬
                                                                          ‫لدى الوطنيين‪ ،‬اقترح بعضهم فقط‬
     ‫المستوصف‪ ،‬و»الشيخ سعد»‬              ‫أطباق الطعام‪ ،‬تأتي معنا من‬       ‫على المدير أن أتكفل بتدريس النحو‬
  ‫خريج الأزهر الذي يؤم المصلين‬       ‫هناك‪ ،‬لتشمل الجيران السوريين‬           ‫بكل الفصول‪ ،‬وأترك بقية فروع‬

        ‫وهو زوج ومحرم معلمة‬               ‫والأردنيين والفلسطينيين‪،‬‬            ‫اللغة لهم‪ ،‬وأسعدتهم موافقتي‬
    ‫التاريخ‪ ،‬و»شكري»‪ ..‬وغيرهم‬          ‫حتى “عوض قحطان» البدوي‬                        ‫الفورية على الاقتراح»‪.‬‬
  ‫من المحارم‪ ،‬ونتعرف أي ًضا على‬
  ‫حكاياتهم وتحايلهم للاسترزاق‬                 ‫السعودي وأهل بيته”‪.‬‬          ‫“أما “بيومي تفاحة” فالابتسامة‬
 ‫من وجودهم كمحارم لزوجاتهم‬                  ‫مع وصول «عبد البديع»‬          ‫لا تفارقه‪ ،‬خبير هو في كيفية جني‬
   ‫بالمملكة‪ ،‬وهي حكايات بعضها‬            ‫وانتصاره في معركته الأولى‬        ‫اللحم من العظم‪ ،‬لم يكتمل تعارفنا‬
                                    ‫المتعلقة بنقل إقامته من «العفيرية»‬
      ‫يفجر الضحك وأغلبها يثير‬          ‫التي لا تصلح لاستقدام عائلته‬         ‫م ًعا إلا بعد عدة جلسات‪ ،‬قال في‬
                        ‫الأسى‪.‬‬            ‫إلى «تثليث» الأكثر تح ُّض ًرا‪،‬‬      ‫آخرها ناص ًحا‪ :‬ليتك لا تشغل‬
                                      ‫نتعرف روي ًدا على أبطال روايته‬         ‫نفسك إلا بحصصك؛ الوطنيون‬
      ‫يقدم فكري داود من خلال‬        ‫من «المحارم»‪ ،‬تعرفنا من قبل على‬           ‫لا يتوانون عن تحميل أثقالهم‬
  ‫روايته تحلي ًل وتشري ًحا لمجتمع‬      ‫«صابر المخطط»‪ ،‬ونتعرف على‬             ‫على قفا أي وافد‪ ،‬وها أنت ترى‬
                                     ‫«الدكتور منصور» زوج ومحرم‬
    ‫«تثليث» الذي يعج بنماذج من‬          ‫معلمة متوسطة بيشة للبنات‪،‬‬          ‫(دبسوك) في كل حصص النحو‪.‬‬
‫الشخصيات المتباينة من جنسيات‬             ‫و»سعفان الصعيدي الشهير‬               ‫‪ -‬قلت‪ :‬أنا لا أقوم إلا بأعمال‬
                                          ‫بسعفو»‪ ،‬و»بيومي تفاحة»‪،‬‬
     ‫مختلفة‪ ،‬مجتمع يتجاور فيه‬             ‫و»عبد الرازق» الذي ينظف‬         ‫عادية‪ ،‬اعتدت أداءها في مصر دون‬
 ‫الوطنيون والمتعاقدون والمحارم‪،‬‬        ‫مسجد المدرسة ودورات المياه‬            ‫تعب‪ ،‬وهم في الحقيقة خدموني‬
                                     ‫وهو زوج ومحرم «هنية» معلمة‬
      ‫بل ويتجاوز ذلك إلى تحليل‬         ‫إحدى مدارس تثليث الابتدائية‬        ‫(لا دبسوني)‪ ،‬فالنحو أحب فروع‬
  ‫وتشريح نظام الكفالة والمحارم‪:‬‬                                                            ‫اللغة إلى قلبي»‪.‬‬

    ‫“إياك والاستهانة بهذا الأسد‪،‬‬                                              ‫هذه الإشارات ليست إلا أمثلة‬
    ‫فهو بركتنا‪ ،‬ولولاه ما وافقت‬                                                 ‫على هذا التماس مع السيرة‬
 ‫السعودية على دخولي إليها؛ لأنها‬
‫‪-‬كما تعلم‪ -‬لا تقبل المرأة الأجنبية‬                                           ‫الذاتية لفكري داود نفسه‪ ،‬وفي‬
‫إلا بمحرم؛ زوجها‪ ،‬والدها‪ ،‬أخيها‪،‬‬                                             ‫كل الأحوال لا ينتقص ذلك من‬
                                                                           ‫قيمة الرواية‪ ،‬بل إنه يضيف إليها‬
                         ‫عمها‪..‬‬                                             ‫زخ ًما ومصداقية‪ ،‬كما أن الكاتب‬
‫‪ -‬اكتفى صابر بالابتسام قائ ًل‪ :‬لا‬                                           ‫نجح بدرجة كبيرة أن يخلق من‬
                                                                          ‫تلك السيرة الذاتية عم ًل أدبيًّا يثير‬
           ‫حرمنا الله من خيرك‪.‬‬                                              ‫العديد من القضايا والتساؤلات‬
  ‫تلاقت النظرات‪ ،‬وحلت السكينة‬
                                                                                                   ‫الهامة‪.‬‬
                        ‫لدقائق‪.‬‬                                                     ‫مع التصاعد التدريجي‬
 ‫‪ -‬همست في نفسي‪ :‬كأن المحرم‬                                                         ‫لأحداث الرواية يذكرنا‬
                                                                                 ‫بطلها بين الفينة والأخرى‬
               ‫على كفالة امرأته‪.‬‬                                                 ‫بروابط الانتقال من القرية‬
    ‫وعدت لأضيف‪ :‬أعتقد أن هذا‬                                                          ‫إلى الغربة‪“ :‬ساعدتنا‬
    ‫أرحم؛ فالكفيل الوطني يعامل‬                                                 ‫عزومات رمضان على قضاء‬

      ‫مكفوليه كالعبيد‪ ،‬رغم تعدد‬
 ‫الآيات والأحاديث المحببة في عتق‬
 ‫الرقاب‪ ،‬عندما كانت هناك رقاب‪،‬‬
   262   263   264   265   266   267   268   269   270   271   272