Page 269 - merit 42 jun 2022
P. 269

‫‪267‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫كتب‬

     ‫وحول «جمال عبد الناصر”‪.‬‬        ‫بالليلية لا مشكلة فيه أب ًدا‪ ،‬أما أن‬   ‫لا يسمح بالاستهانة أو السخرية‬
‫“تحت العمارة‪ ..‬ملت على “عوض‬        ‫أدرس (من الباطن) كما تريد‪ ،‬فلا‬               ‫من وفاة شيخ جليل‪ ،‬لكن‪..‬‬
                                                                                             ‫‪ -‬لكن ماذا؟!‬
   ‫قحطان” لأسلمه إيجار الشقة‪،‬‬         ‫يليق بإنسان محترم مهما كان‬
‫حتى موعد الدراسة القادم‪ ،‬تجنبًا‬                           ‫المقابل»‪.‬‬       ‫‪ -‬لكن لو كان الموضوع قد اتسع‪،‬‬
                                                                              ‫فلا أحد يعلم ما يمكن حدوثه‬
      ‫للبحث عن سكن جديد حال‬             ‫أما شخصية الشايب «عوض‬                                      ‫لكلينا‪.‬‬
                        ‫عودتنا‪.‬‬         ‫قحطان» المشغول ‪-‬رغم كبر‬                         ‫‪ -‬وما ذنبك أنت؟!‬
                                   ‫سنه‪ -‬بأمور الحريم والزواج لكنه‬            ‫‪ -‬ألست مدير المدرسة؟! المدير‬
‫‪ -‬رد “عوض” يدي بالإيجار أكثر‬        ‫محب لمصر وشعبها‪ ،‬فتبدو أكثر‬
                       ‫من مرة‪.‬‬       ‫طبيعية عن شخصيتي «سعود»‬               ‫هنا يا “عبد البديع” يحاسب على‬
                                     ‫و»عائض»‪« :‬بعد إحدى صلوات‬                        ‫الصغيرة قبل الكبيرة‪.‬‬
  ‫قلت بتصميم‪ :‬حقك‪ ،‬وإذا انقطع‬      ‫العصر‪ ،‬همس «أبو رائد» في أذني‬
          ‫عيشنا هنا حلال عليك‪.‬‬     ‫بسؤال عاتب‪ :‬كيف تهجر مجلسنا‬             ‫‪ -‬تساءلت معقبًا‪ :‬ما كل هذا؟ ألا‬
                                    ‫اليومي وتفضل مجالسة «عوض‬                    ‫يمر أي شيء هنا ببساطة؟!‬
‫‪ -‬مد يده في سيالته مخر ًجا ورقة‬                                                ‫‪ -‬أجاب بود ظاهر‪ :‬الحذر لا‬
                  ‫مطوية‪ ،‬قائ ًل‪:‬‬            ‫قحطان» المراهق المسن؟‬
                                             ‫‪ -‬ماذا تعني بالمراهق؟‬          ‫ينجي من قدر‪ ،‬لكنه ضروري”‪.‬‬
   ‫وهذا إخلاء طرفكم من السكن‪،‬‬                                             ‫تبدو شخصية «سعود» متسامحة‬
       ‫جهزته دون انتظار إيجار‪.‬‬                   ‫‪ -‬بماذا ألقبه إذن؟‬       ‫وكريمة بصورة مبالغ بها‪ ،‬وربما‬
                                        ‫‪ -‬لقد طلب مني شخصيًّا يد‬           ‫قصد الكاتب ذلك لإظهار التضاد‬
   ‫تسلمت الإخلاء من يده‪ ،‬ونحن‬            ‫إحدى بناتي‪ ،‬اللائي لا تزال‬       ‫الصارخ بين شخصيته وشخصية‬
 ‫نتحاضن كابن ووالده‪ ،‬حريصين‬
                                          ‫كبراهن في الثانوية العامة‪.‬‬           ‫المدير الذي خلفه «عائض آل‬
      ‫على إخفاء دمعات على وشك‬          ‫‪ -‬قلت مستبع ًدا‪ :‬أنا لم أسمع‬                              ‫عائض»‪:‬‬
                      ‫الهطول”‪.‬‬
                                         ‫سوى طلبه ليد ابنة «سعيد‬          ‫“‪ -‬احتوته دقيقة صامتة‪ ،‬قبل أن‬
     ‫تمثل الرواية حلقة أخرى من‬           ‫الإسماعيلاوي»‪ ،‬أما ابنتك‪..‬‬       ‫يستدرك‪ :‬لكن لدي حيلة جهنمية‪.‬‬
      ‫حلقات مشروع فكري داود‬          ‫‪ -‬قاطعني محت ًّدا‪ :‬وها هو يطلب‬
    ‫السردي طويل الأمد‪ ،‬وترسم‬            ‫إحدى بناتي يا (سيد) “عبد‬                              ‫‪ -‬أية حيلة؟‬
      ‫صورة صادقة إلى حد كبير‬         ‫البديع” أيستحق إ ًذا لقب مراهق‬          ‫‪ -‬يمكن إثبات اسمي بالأوراق‬
      ‫لأوضاع المجتمع السعودي‬                                                ‫الرسمية‪ ،‬بد ًل من اسمك‪ ،‬فتأتي‬
‫والتغيرات الإيجابية والسلبية التي‬                           ‫أم لا؟‬
    ‫يمر بها ‪-‬ولا يزال‪ -‬على مدى‬                               ‫‪!.. -‬‬             ‫المكافأة نصف راتبي الكبير‪،‬‬
 ‫عقود متصلة‪ ،‬كما ترسم صورة‬          ‫‪ -‬واصل وقد بات وجهه محتقنًا‪:‬‬             ‫أضعاف أضعاف نصف راتبك‬
 ‫أكثر صد ًقا لأحوال المغتربين من‬               ‫ليتك لا تفضله علينا‪.‬‬
   ‫المتعاقدين أو المحارم‪ ،‬وتناقش‬         ‫‪ -‬قلت حري ًصا ألا يجرفني‬                                ‫الصغير‪.‬‬
     ‫بهدوء الأسباب التي دفعتهم‬       ‫الانفعال‪ :‬ص ِّل على النبي يا «أبو‬         ‫وقبل أي تعليق‪ ،‬أكمل بلهجة‬
                                                            ‫رائد»‪.‬‬
        ‫لترك مجتمعاتهم الأصلية‬             ‫‪ -‬عليه الصلاة والسلام‪.‬‬                              ‫المحسنين‪:‬‬
   ‫قاصدين السعودية –وغيرها‪،-‬‬             ‫‪ -‬أو ًل‪ :‬لا علاقة لي بمسائل‬         ‫لا تخف‪ ،‬فأنت سوف (ترزق)‬
‫وما يحدثه ذلك من إشكاليات على‬           ‫الخطوبة والزواج أو الطلاق‪.‬‬
    ‫شخصياتهم وطبيعة العلاقات‬        ‫ثانيًا‪ :‬ثق أنني لا أفضل أح ًدا على‬           ‫أي ًضا؛ لأنني سأمنحك من‬
    ‫الداخلية بينهم‪ ،‬وعلاقاتهم مع‬       ‫أحد‪ ،‬لكنني بكل بساطة مولع‬           ‫مكافأتي ألف ريال شهر ًّيا‪ ،‬مقابل‬
   ‫المجتمع المضيف لهم‪ ،‬بل بينهم‬       ‫بحكاياته حول حياتهم الفائتة‪،‬‬         ‫أن تظل قائ ًما بالتدريس‪ ،‬لكن من‬
                                      ‫وحول صلاتهم حينها بمصر‪،‬‬              ‫الباطن ‪-‬كما يقول الناصحون‪.-‬‬
      ‫وأهليهم بأوطانهم الأصلية‬
                                                                                ‫‪ -‬عدلت من وضع جلستي؛‬
                                                                                  ‫لأصبح مواج ًها له‪ ،‬قلت‪:‬‬

                                                                            ‫أنت المدير هنا‪ ،‬ومن حقك (الحل‬
                                                                          ‫والربط)‪ .‬وتركي للتدريس رسميًّا‬
   264   265   266   267   268   269   270   271   272   273   274