Page 270 - merit 42 jun 2022
P. 270
العـدد 42 268
يونيو ٢٠٢2
الدين وقضايا المجتمع..
«مكنز التراث الشعبي
رشيد الجانبي()1
(المغرب) المغربي» أول قاعدة
بيانات تراثية مغربية
،Base de )nique (B.D.Eتشكل تميزه عن باقي الثقافات ،فلا هوية يعد التراث الشعبي إر ًثا ثمينًا
دليلا للمصطلحات والمفاهيم ذات له دونها ،فهي التي تحفظ بقاءه،
وتسهل تجاوزه للعقبات ،وتجعل ورصي ًدا عظي ًما ،ش َّكل بفروعه
الصلة بالمأثورات الشعبية ،يسترشد المختلفة وبيئاته المتنوعة وحدة
بها المهتمون والدارسون في عمليات الحلول سهلة أمامه ،لتطوير حياته، ثقافية متكاملة ،أنتجها الإنسان عبر
البحث والتكشيف والاسترجاع في وابتكار حاجياته ،وتنميتها حسب ما تاريخه ،بتفكيره وإبداعه وملاحظاته
النظم التوثيقية المحوسبة»(.)2 يناسب ظروفه ،وبيئته ،ومجتمعه. الدقيقة ،ونظراته الفاحصة،
هذا المكنز الذي عمل على تغطية تراث ثقافي أصيل وجبت العناية وتجاربه اليومية ،وما راكمه من
خمسة مجالات تراثية هي :المعتقدات خبرة تناقلتها الأجيال ،فش َّكلت
الشعبية ،العادات والتقاليد ،الأدب به والمحافظة عليه ،لأنه أمانة ثقيلة فلسفة حياته ،وطبعت نظرته إلى
الشعبي ،الفنون الشعبية والثقافة وجب حفظها للأجيال القادمة الحياة .نظرة امتزجت بمكنونات
الدنيا بإنسها وجانها ،ومياهها،
المادية. صافية نقية من الشوائب ،حتى لا وجبالها ،ووديانها ،وحشراتها،
كما حرص المكنزعلى انتقاء تعصف بها رياح العولمة وتضيع في وطيورها ،وشمسها وقمرها ،وما
المفاهيم من أوعية معرفية متنوعة، دروب التطور الشائكة التي لا تؤمن خفي منها من مخلوقات .تغذى من
ومن مختلف مناطق وجهات الطبيعة بطريقته الخاصة ،واستلهم
المملكة ،مراعاة لمبدأ شمولية بالخصوصيات المحلية ولا تحترم منها دواءه ،واستوحى منها لباسه
المكنز للخصوصيات والمكونات العادات الأصلية. وغطاءه ،ونسج منها رداءه ،وشيد
السوسيوثقافية للبلاد ،كالمكون مسكنه ،وصمم سلاحه ،وهندس
التراثي الحساني ،والأمازيغي، وفي هذا الإطار جاء مكنز التراث أدوات عمله ،وكل ما احتاج إليه في
والعروبي ،واليهودي ،ومن أمثلة الشعبي المغربي الذي يعتبر الحياة ،فامتزجت أفراحه وأعياده
هذه الأوعية( :)3الأشرطة الوثائقية أول تجربة مغربية في ميدان وسعادته بأتراحه وتعازيه وفنائه،
السمعية البصرية .القواميس كما امتزجت المعارف بالعادات،
والموسوعات المهتمة بأحد حقول التكشيف التراثي ،كأداة هامة
التراث الشعبي المغربي .البحوث تجمع المصطلحات المتعلقة بالتراث والطقوس بالمعتقدات ،والآداب
الميدانية المنجزة في رحاب الكليات بهدف تقنينها وضبطها والمحافظة والفنون بالأغاني والشجون ،كل
والجامعات الوطنية .التقارير عليها ،في وقت تفتقر فيه المكتبات ذلك شكل إرث الإنسان الثقافي الذي
والمقالات الثقافية المنشورة عزز مكانته على الأرض ،وطبعه
بالجرائد والدوريات والمجلات. لهذا النوع من الكتب ،مع حاجة ببصمته الخاصة ،تلك الشامة التي
الباحثين الماسة لهذه القاعدة البيانية
الشاملة لكل مناحي التراث الشعبي
المغربي ،كما أنه يعتبر «بمثابة
حجر أساس لإقامة قاعدة بيانات
إلكتروني ة �Données Electro