Page 113 - m
P. 113
111 إبداع ومبدعون
القصة
حجاج أ ُّدول
غرور الأميرة ذات العيون الزرقاء
والحارس العاشق()1
يقال إن مل ًكا عظي ًما أقام حف ًل متمي ًزا في قصره «ألفريدو» عجوز أعمى بشماله يمسك بعصا تعينه
الفاخر .الحضور أتوا في أبهى صورة بملابسهم على تحسس طريقه ،يمينه تستند على كتف الفتى
المزركشة ومجوهراتهم المتلألئة ،والتي تنافس «توتو» .ألفريدو كان يدير ماكينة شرائط أفلام
منيرات القصر من مصابيح ذات أشكال وألوان سينما باراديسو ،وهي السينما الوحيدة في البلدة
وشموع هائلة تبث نارها نو ًرا لطي ًفا! وجوههم الإيطالية النائية ،من سنوات ،ألفريدو أحب توتو،
فيها تكبر واستعلاء فهم حاشية الملك وعلى رأسهم
وكان وقتها طف ًل مشاغبًا ،أحبه وعلمه كيفيه
الوزير ،في صدارة القاعة منصة ترتفع ثلاث تشغيل شرائط الأفلام ،وتوتو رد الجميل بإنقاذه
درجات ،منتصف المنصة كرسي العرش العالي لألفريدو من حريق شب في حجرة التشغيل ،لكن
يتربع عليه الملك المُعظم ،على رأسه تاجه الذهبي النار لحقت بوجه ألفريدو فشوهته وأفقدته بصره.
المرصع بالمجوهرات. ألفريدو صار عجو ًزا ممتنًا لتوتو ،كما أن توتو
يحرس القاعة عشرة حراس منتقون من أجمل ممتن لألفريدو؛ لأنه تبناه وعلمه كيفية تشغيل
الشباب وأرشقهم وأكثرهم إخلا ًصا وثقة ،يرتدون شرائط السينما .والآن وقد مرت سنوات على
أفخم الثياب بداية من عمائمهم الحمراء لبقية الملبس تلك الحادثة .يسيران وحدهما في جنبات البلدة
وكلها بدرجات اللون الأحمر ،كل من العشرة الصغيرة .ألفريدو حزين لحزن توتو الذي شب
يمسك بحربة ذات نصل مذهب .وفي خاصرته وصار فتى وسي ًما ،أحب توتو فتاة غنية جميلة
حزام مشغول بجدائل ذهبية تحمل غم ًدا بنفس ذات عينين زرقاوين واسعتين .لكن زرقاء العينين
تصده مما آلمه وأوجع قلبه .يسيران ببطء في شارع
لونها والغمد يحوي سي ًفا مصقو ًل. هادئ .يمران بجدار قديم أحجاره ضخمة متنافرة.
صوت الأبواق النحاسية يعلن وصول الملكة وعند باب عتيق مغلق جلسا .العجوز ألفريدو تأوه
والأميرة .الملكة تسير في تعا ٍل ووقار مصطنع،
على رأسها تاج ذهبي مر َّصع بالجواهر ،وابنتها وقال:
الأميرة تسير في خيلاء ،وترفع بتاجها المنمق -آه يا إلهي ما كل هذا التعب! ثم اعلم يا توتو أن
الأنيق والمثبت على شعرها الأشقر .عمرها أربعة ذوات العيون الزرق هن الأكثر صعوبة في تبادل
عشر ربي ًعا .مفتونة بنفسها .وأكثر ما تتباهى به
عيناها الزرقاوان الواسعتان اللتان يشع منهما الحب .اسمعني يا بني ،سأحكي لك حكاية:
***