Page 116 - m
P. 116
العـدد 60 114
ديسمبر ٢٠٢3
-نعم .ارحميه من هذا الذل .طاوعيه قلي ًل سيفيق
يو ًما من هلوسته.
قول الوصيفة أن تطاوعه قلي ًل أعجبت الأميرة.
اتجهت ناحية العاشق وهو ما زال راك ًعا ناظ ًرا
للأرض ،وخاطبته في غطرستها..
-اسمع ..سأقبل الزواج بك بعدما أختبر عمق حبك
لي ..موافق يا أنت؟
هز رأسه المنكس مواف ًقا.
-ستقبل مهما اشترطت عليك أيها اللاشيء؟
-نعم .سأفعل كل شروطك ،حياتي كلها في الزواج
بك يا زرقاء العينين .بدون هذا ،الموت سيأتيني
سري ًعا.
-اتفقنا ..تعرف شرفة حجرتي القريبة من سور
القصر ،وتعرف النخلتين القريبتين من خارج السور؟
هز رأسه مؤك ًدا ،فقالت أم ًرا عجيبًا..
-إذن ..أنصت جي ًدا لما سأقوله ..ستقف بين النخلتين
مائة نهار .مائة نهار بالتمام والكمال .لك أن تنام
بعد كل غروب ،لكن في نفس المكان .ومن بداية كل
فجر تقف بين النخلتين حتى تنسانا الشمس .وحين
أطل من شرفتي ،أجدك بين النخلتين واق ًفا تنظر إل َّي.
لا تستند على أي من النخلتين .لا تجلس ،فقط تقف
وكأنك نخلة قصيرة بين النخلتين الطويلتين .إن عدت
للشرفة في أي وقت من النهار ورأيتك جال ًسا ،سقطت
في الامتحان وسأبلغ أبي الملك ليأمر بقطع رقبتك،
لكن إن صمدت وثبت في مكانك مائة نهار بالتمام
والكمال ..سأكون زوجتك أيها المعتوه.
بفرحة طاغية هز المحب رأسه مواف ًقا.
الصديقات الخمسة في حيرة .الغليظات الثلاثة
ابتسمن فرحات بهذه اللعبة التي سيلعبونها،
والمشفقتان على الشاب الجميل الولهان حاولتا
تخفيض المائة يوم ،فمن المستحيل أن يقف إنسي مائة
نهار وقفة صنم! مستحيل وإن كان شا ًّبا عاش ًقا!
الأميرة المتعاظمة رفضت استرحامهما .العاشق فرح
بهذا الشرط القاسي ،فاشتراط الأميرة مهما كانت
صعوبته ،فإنه علامة على اقترابها منه ،معناه فرصة
لينال مبتغى قلبه المحب ..الزواج من حبيبته .سينفذ
شرطها ولو كان مستحي ًل ..وسينالها!
وفي صباح اليوم التالي الباكر انفرج مصراعي
الشرفة .ودخلت الأميرة خطوات ووصلت لسور