Page 124 - m
P. 124
العـدد 60 122
ديسمبر ٢٠٢3
لقط ٍة مررنا بها؛ جن جنونه ،وراح يصفعني
بشحنا ٍت كهربائية يرسلها إلى قلبي الذي كاد
يتوقف!
أما السيد قتل فقد بات لا مباليًا مؤخ ًرا بخطط عقلي،
صار يكثر من لعق الدماء التي تنبت على أصابعه
بين حين وآخر.
آخر مرة رأيته فيها كان يترنح ،وعندما أطلعه عقلي
على خطة جديدة بصق في وجهي الدماء ،وقال:
برفقة هذا الكائن ..لن نصنع أي مجد!
***
لا أحن إلى عقلي كثي ًرا ،كان فاج ًرا رغم تفوقه،
ولكنه لم يكن وفيًّا أب ًدا لي! مذ أودعني هذه الغرفة
البيضاء لم يفكر يو ًما في زيارتي ،أستغرب كيف
يمضي وقته من دوني؟ كنت أظنه يحتاجني تما ًما
كما أحتاجه!
رائحة المومس ما زالت تزورني ،وجه جدي الملتاث،
ضحكة الطفل الآسرة ،حتى لسان تلك الجميلة ما
زال يعربد في جسدي ويشعلني.
جرائمي الناقصة كلها تجدد حياتها ف َّي ،وعقلي
يرسم خط ًطا أخرى..
ها أنا أراه بين حين وآخر على شاشات التلفزة،
يمضي هو والسيد قتل في أعمالهما..
وما زال الموت يضحك منهما م ًعا!
صخب
الكثير من الأصوات ،الكثير من الضجيج ،والسباب،
والضحك ،والثرثرة .هذا الجنون الذي لا ينتهي
طوال العام ،يتزايد بشك ٍل واض ٍح صي ًفا ،حيث تغدو
النوافذ والأبواب مجر َد كائنا ٍت لا قيمة لها ،تتفرغ
أحيا ًنا هي ال ُأخرى لصنع الصخب أي ًضا ،تهوي،
تصطدم ،تعوي ،وتتسلى باللعب مع هوا ٍء محم ٍل
بالغبار ،وروائح الرطوبة والأرق.
وأنا وحدي في غرفتي دو ًما أتابع صخ َب كل
الأشياء ،ولا أشارك إلا ببع ِض السعال ،وبعض
النقرات بعكازي الهزيل على الأرض.
ينشط الجميع لي ًل ،تحدي ًدا عندما أنوي النوم ،يبدأ
صخ ُبهم ،يلعبون بالورق ،ويمارسون كل أنواع