Page 259 - m
P. 259

‫‪257‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

‫صمته المعلم‪ .‬لم يعرف عن‬
  ‫نجيب محفوظ أنه انتمى‬
     ‫إلى حزب سياسي‪ ،‬أو‬

‫ُحسب على تيار بعينه‪ ،‬كان‬
‫يقف على مسافة واحدة من‬

   ‫جميع الأحزاب‪ ،‬وجميع‬
     ‫الاتجاهات والتيارات‪.‬‬

‫إن نجيب محفوظ استطاع‬
      ‫أن يستوعب التاريخ‬

‫المصري في جميع عصوره‬
  ‫ومختلف مراحله‪ ،‬وثقف‬
     ‫اتجاهاته ومواقفه من‬
  ‫قدماها إلى حدثاها‪ .‬تبنى‬
   ‫معاناة الشارع المصري‬
   ‫من خلال رؤيته الدقيقة‬
      ‫لقضايا المجتمع عبر‬
    ‫التاريخ‪ ،‬ودرس جميع‬
    ‫تطوراته‪ ،‬كان الإنسان‬
 ‫همه الأكبر‪ ،‬الإنسان الذي‬
      ‫يعيش المعاناة والكد‪،‬‬
     ‫فرصد العقل المصري‬
   ‫وآلامه وعالج طموحاته‬
                  ‫وأماله‪.‬‬
    ‫لقد أعطى محفوظ هنا‬
 ‫شخصياته سمة الواقعية‬
      ‫بأبعادها الاجتماعية‬
       ‫والسياسية ليرصد‬
   ‫مرحلة مهمة من مراحل‬
   ‫تطور البنية الاجتماعية‬

‫للمجتمع المصري في القرن‬
    ‫العشرين؛ لكنه أضفى‬
     ‫على تلك الواقعية بع ًدا‬

 ‫جدي ًدا‪ ،‬هذا البعد نابع من‬
   ‫رؤية فكرية عميقة لهذا‬

‫الواقع‪ ،‬وأن الخير متأصل‬
    ‫فيه‪ ،‬وأن ما يحدث فيه‬
  ‫من خلل على مدار الأيام‬
   ‫إنما يكون ذلك ناتج عن‬
   ‫خلل في تركيب المجتمع‬
   254   255   256   257   258   259   260   261   262   263   264