Page 269 - m
P. 269

‫الملف الثقـافي ‪2 6 7‬‬

‫محمد حسين هيكل‬  ‫كارل يونغ‬      ‫محمد أركون‬                       ‫الدين والأصوليين‪ ،‬موقف‬
                                                                ‫العلمانيين المثقفين‪ ،‬موقف‬
    ‫معه‪ ،‬الذين ذهبوا إلى «أن‬         ‫سار على دربه‪ ،‬الذين‬      ‫نجيب محفوظ ذاته‪ ،‬وموقف‬
     ‫نجيب محفوظ ينطلق في‬          ‫اعتبروا أن العمل الروائي‬
   ‫أعماله من رؤية إسلامية»‪.‬‬       ‫لا يمس العقيدة في شيء‪،‬‬                        ‫السلطة‪.‬‬
‫فهو»نموذج فذ للكاتب العربي‬      ‫وأنه مجرد عمل أدبي و»أن‬                 ‫أ‪ -‬علماء الدين‪:‬‬
   ‫المسلم‪ ،‬وأولاد حارتنا هي‬        ‫المسلم الذي يتعرف على‬       ‫تعددت آراء علماء الدين في‬
  ‫مثال فريد على ما تدعو إليه‬      ‫الله من ملامح الجبلاوي‬     ‫«أولاد حارتنا» منذ صدورها‪.‬‬
    ‫الأديان من حرية وعدالة‬      ‫هو الذي يستحق الاستتابة‬        ‫ومن خلال الكتابات حولها‪،‬‬
‫ومعرفة»‪ ،‬وأنها بالتالي «رواية‬    ‫وليس نجيب محفوظ الذي‬        ‫يتبين أن هناك اتجاهات عدة‪:‬‬
    ‫إسلامية تدعو إلى الإيمان‬   ‫علينا نشر روايته‪ ،‬والاحتفاء‬     ‫اتجاه «محمد الغزالي» ومن‬
                               ‫بصاحبه»‪ .‬وهو الموقف ذاته‬         ‫سار على دربه‪ ،‬الذين رأوا‬
       ‫والعقل دون تناقض»‪.‬‬      ‫الذي عبر عنه سيد قطب قبل‬         ‫أن هذا العمل الروائي فيه‬
    ‫موقف ملتبس (بين بين)‪،‬‬      ‫أربعين سنة‪ ،‬قائ ًل عن رواية‬         ‫«ازدراء على الألوهيات‬
                                ‫القاهرة الجديدة «إنها قصة‬       ‫والنبوات ومواريث الوحي‬
     ‫يعتبر أنصاره أن نجيب‬       ‫الصراع بين الروح والمادة‪،‬‬            ‫كلها»‪ ،‬على اعتبار أن‬
    ‫محفوظ «من أكبر أنصار‬       ‫بين العقائد الدينية والخلقية‬    ‫الجبلاوي يمثل الله‪ ،‬وأدهم‬
 ‫حوار التيار الإسلامي‪ .‬وهو‬       ‫والاجتماعية والعلمية‪ ،‬بين‬       ‫يمثل فترة السحر‪ ،‬وجبل‬
   ‫محل تقدير واحترام الأمة‬     ‫الفضيلة والرذيلة‪ ،‬بين الغنى‬   ‫ورفاعة وقاسم يمثلوا الأنبياء‬
    ‫كلها وعلى رأسها الغالبية‬      ‫والفقر‪ ،‬بين الحب والمال‪،‬‬      ‫(موسى وعيسى ومحمد)‬
‫الساحقة من الشباب المتدين»‪،‬‬      ‫في صراع الحياة»‪ .‬وهو ما‬      ‫وعرفة يمثل فترة العلم‪ .‬أي‪،‬‬
                                  ‫ينطبق على أولاد حارتنا‪.‬‬      ‫أن الرواية تعيد تصوير أو‬
      ‫بل «وأن إنتاجه الأدبي‬      ‫اتجاه «ثروت أباظة» ومن‬        ‫خلق البشرية وتطورها من‬
‫الشامخ ملك لكل مصر والأمة‬                                       ‫مرحلة السحر‪ ،‬إلى مرحلة‬
 ‫العربية»‪ .‬لكن‪ ،‬دون أن يحدد‬                                     ‫الأديان فمرحلة العلم التي‬
                                                              ‫ما زلنا نعيشها‪ .‬وهو ما يعد‬
  ‫هذا الموقف بوضوح رؤيته‬                                         ‫مسا ًسا بالإسلام‪ ،‬وحجة‬
                                                                  ‫لمنع الرواية من التداول‪.‬‬
                                                             ‫لكن‪ ،‬مع عدم التعرض بسوء‬
                                                                 ‫لصاحبها‪ ،‬ذلك أن «الذين‬
                                                              ‫يلجؤون للعنف ويقتلون هم‬
                                                                ‫من الخوارج‪ ،‬لاسيما وأن‬
                                                               ‫الرجل لم يعد لطبع روايته‪،‬‬
                                                              ‫بل وأن الكلمات التي تصدر‬
                                                                   ‫عنه بين الحين والحين‬
                                                                  ‫تمتلئ بالرؤية والإيمان‬
                                                                 ‫ونصرة الحق‪ ،‬وأنه يجب‬
                                                               ‫بناء الحضارة على الإسلام‬

                                                                            ‫والمسلمين»‪.‬‬
                                                                ‫اتجاه «جلال كشك» ومن‬
   264   265   266   267   268   269   270   271   272   273   274