Page 271 - m
P. 271

‫الملف الثقـافي ‪2 6 9‬‬

‫عمر عبد الرحمان‬  ‫محمد الغزالي‬    ‫فرج فودة‬                          ‫اتجاه رأى أن الرواية تدعو‬
                                                                    ‫إلى الأخذ بالعلم والحداثة‪.‬‬
 ‫أسطورية ُتروى‪ ،‬وأنها بذلك‬        ‫إله النفس هو الثابث»‪ .‬فموت‬         ‫فعلى غرار أوغست كونت‬
  ‫«تعيد كتابة تاريخ البشرية‬           ‫الله عند نيتشه هو موت‬        ‫الفيلسوف الوضعي «يضع‬

       ‫منذ أن وجد في الكون‬        ‫الحياة والدلالة والمعنى‪ ،‬فيما‬       ‫نجيب محفوظ في القسم‬
     ‫الإنسان الأول»‪ .‬فرواية‬      ‫لدى نجيب محفوظ ميتافيزيقا‬           ‫الخامس من أولاد حارتنا‬
    ‫نجيب محفوظ «تنحاز لما‬                                           ‫الأساس الديني الجديد هو‬
  ‫هو أسطوري وتاريخي منذ‬                ‫مستترة لم تتخلص من‬
 ‫البداية‪ .‬فالمكان‪ ،‬البيت الكبير‬      ‫المستوى الديني‪ ،‬إذ «يريد‬         ‫دين العلم»‪ .‬إذ‪ ،‬بد ًل من‬
  ‫يقع في الخلاء‪ ،‬وهو مقدس‬             ‫نجيب محفوظ بالإسلام‬        ‫الحكايات الكبرى حول الوقف‬
‫من الجميع‪ .‬أما أبطال الرواية‪،‬‬       ‫العلمي أن يتجاوز الفلسفة‬      ‫والخرافات والحلم بالسعادة‬
      ‫فقد ظهر حول نشأتهم‬             ‫السلبية للثورات المصرية‬     ‫الوهمية في كنف «الجبلاوي»‪،‬‬
‫ومولدهم وتحركاتهم طقوس‬           ‫المتعاقبة في الفكر والممارسة»‪.‬‬
‫احتفالية تنتمي للأسطوري»‪.‬‬        ‫والإسلام الوضعي عنده تام‪،‬‬              ‫وجب الإيمان بالسحر‬
    ‫وبمعنى آخر‪« ،‬فهي تمثل‬           ‫يقابل الإسلام الميتافيزيقي‬   ‫(العلم)‪ ،‬والدخول في الحداثة‪،‬‬
      ‫لحظة تطور الأسطورة‬             ‫والمطلق والمتعالي السائد‪.‬‬   ‫التي وحدها تصنع الأعاجيب‬
  ‫الشفاهية إلى تراث مكتوب‪،‬‬       ‫لكن مع ذلك «الجبلاوي ليس‬
      ‫أو تحول مختلف أديان‬         ‫الله مهما ذهب تأويلنا‪ .‬وأين‬      ‫وتتقدم بها الأمم‪« .‬فالهدف‬
  ‫المنطقة إلى رواية جامعة عن‬        ‫الكفر‪ ،‬وقد حافظ في أولاد‬       ‫بناء الجنة على الأرض‪ ،‬جنة‬
‫وعيها‪ ،‬رواية تتجاوز خلافات‬          ‫حارتنا على الصراع الأزلي‬       ‫تقوم على الوفرة والعدل‪ ،‬لا‬
 ‫واختلافات الأديان‪ ،‬لتحولها‬       ‫بين الخير والشر‪ ،‬وذلك على‬       ‫على مجرد الحلم بالعودة إلى‬
   ‫جميعا إلى مروية عن ثقافة‬         ‫الرغم من أن الرواية مبنية‬
     ‫أمم بعينها في عالمنا هذا‪.‬‬                                       ‫البيت الكبير أو الفردوس‬
‫وباختصار‪ ،‬تصبح بذلك تراثا‬                        ‫بناء دينيًّا»‪.‬‬                      ‫المفقود‪.‬‬
                                        ‫اتجاه رأى أن الرواية‬
                                     ‫تاريخية‪ ،‬أي أنها حكايات‬     ‫اتجاه رأى أن الرواية فلسفية‬
                                                                  ‫ميتافيزيقية «فنجيب محفوظ‬
                                                                  ‫هو أول وآخر ووسط الكتاب‬

                                                                      ‫الميتافيزيقيين‪ .‬هو داخل‬
                                                                 ‫الميتافيزيقا لأن وجود الوجود‬

                                                                      ‫قدر محتوم‪ .‬وهو خارج‬
                                                                 ‫الميتافيزيقا لأن أفلاطون مات‪.‬‬

                                                                    ‫هو آخر الميتافيزيقيين لأنه‬
                                                                   ‫يريد أن يسيطر على العالم‪،‬‬
                                                                  ‫لأنه يريد أن يجاوز التفسير‬

                                                                       ‫إلى التغيير»‪ .‬إن حقيقة‬
                                                                   ‫الوجود عند نجيب محفوظ‬
                                                                   ‫«حقيقة سماوية أو نفسية‪،‬‬

                                                                       ‫تخترق مجمل البشرية‬
                                                                        ‫وتسيطر عليها؛ نجيب‬
                                                                   ‫محفوظ امتداد للميتافزيقا‪،‬‬
                                                                  ‫لسلسلة ابتدأت منذ أفلاطون‬
                                                                   ‫وانتهت عند هيجل‪ .‬فوجود‬
                                                                 ‫الوجود بوصفه إله الأديان أو‬
   266   267   268   269   270   271   272   273   274   275   276