Page 338 - m
P. 338
العـدد 60 336
ديسمبر ٢٠٢3 لتعانق بدورها معاني الشعور
في لحظة التقاء خواطر تختزلها
مرئيات تتجانس في حيزها
المكاني.
وبدوره تصيد الفوتوغرافي
الحركة الإبداعية ،وتحيز موقعه
ليسجل اللحظة الهاربة التي من
خلالها جمد المشهد لبرهة كي
تطالعك بعدها صورة متدفقة
وفق بنائية تشكيلية تقدم مقاربة
مخصوصة لمسار هيكلي يعزز
فكرة الفنانة في جعل مجسماتها
تعادل تشكيليًّا حقيقة المنطلق،
وماهية الطائر ،وبعده الممثل
الذي ينزاح عن الصورة المباشرة
وإن تشابهت في بعض ملامحه،
إذ الصورة من زاوية التقاطها
هي بمثابة لوحة مكتملة الأركان
المادية ،وكل عنصر فيها وعلامة
يترجم الرؤية الدلالية التي
نختلف في تأويلها وتنزيلها
والتعبير عنها ،فالمقاصد لا تقبل
الحصر في مقولة واحدة ولو كان
مصدرها الفنانة ذاتها ،فما قد
تراه مباش ًرا يراه الآخر المخالف
مبه ًما وفي حاجة إلى فك شيفراته،
وما قد تعتبره تفاعلات لونية
وظيفتها إنشاء تباينات يراه غيرك
لعبة ضوئية تحاكي طبيعة كونية
ضمن مسار عائم يتماهى والمسار
السابح أين الأجرام السماوية
المتحركة ،وقد تتخيل الصورة
نقل لمشهد من الحياة اليومية التي
دأبت الذوات على رؤيته وتعايشت
معه ضمن نسق دوري يراه
المختلف على أنه صورة لعوالم
تتكلم لغة صواتمها غير مكتوبة،
وإشاراتها في حاجة إلى المساءلة،
وقد تنظر إلى العناصر كونها مادة