Page 39 - m
P. 39

‫‪37‬‬           ‫إبداع ومبدعون‬

             ‫رؤى نقدية‬

                                                                   ‫ثان ًيا‪ :‬الواقعية‬
                                                                   ‫السحرية وبنية‬
                                                                 ‫العجائبي والغرائبي‬

                                                                 ‫الواقعية السحرية‬

                                                                 ‫‪،Magic Realism‬‬

                                                                 ‫أو العجائبية‬

                                                                 ‫‪ Fantasticism‬هي‬

                                                                 ‫«تقنية أدبية ظهرت‬

                                                                 ‫في كثير من الأعمال‬

                                                                 ‫الروائية والقصصية‬

                                                                 ‫في الأدب الألماني منذ‬

                                                                 ‫مطلع خمسينيات القرن‬

                                                                 ‫العشرين‪ ،‬تأث ًرا بالمذهب‬
                                                                      ‫السيريالي في الفن‬

‫فرانز كافكا‬  ‫عبد العزيز دياب‬                        ‫صمويل بيكيت‬     ‫التشكيلي (الذي ينتقد‬
                                                                 ‫الواقع بشكل تهكمي)‪ ،‬ثم‬

‫‪ -‬توظيف عناصر فانتازية وتصويرها بشكل يدهش‬           ‫ظهرت في أدب أمريكا اللاتينية وبقية آداب العالم‬
                          ‫القارئ ويربك حواسه‪.‬‬
                                                                 ‫بعد ذلك»‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام أسلوب السخرية والنقد اللاذع‪ ،‬والثورة‬
                                     ‫على الواقع‪.‬‬    ‫ويحدد تودوروف مفهوم العجائبي بأنه «يتمثل‬

         ‫‪ -‬انعدام وجود تفسير منطقي للأحداث أو‬       ‫في لحظة (التردد) التي يحسها القارئ الذي يتوحد‬
            ‫للشخصيات‪ ،‬أو دخول حالة العجائبي‪.‬‬
                                                    ‫بالشخصية الرئيسية في عمل أدبي‪ ،‬عندما يواجه‬
  ‫ومن نماذج الواقعية السحرية في مجموعة (شفرة‬                     ‫حد ًثا فوق طبيعي‪.‬‬
                              ‫اختطاف بطوط)‪:‬‬
                                                    ‫هذا التردد ينفرج عندما يتخذ القارئ قراره‪ :‬إما‬
    ‫‪« -‬فكثي ًرا ما تحولت قصصي إلى كائنات مثل‬
        ‫بقرة أو عنزة‪..‬غراب أو سحلية» (ص‪.)7‬‬          ‫باعتبار هذا الحدث فوق الطبيعي منتميًا إلى قوانين‬
                                                    ‫الواقع ويمكن تفسيره عقلانيًا‪ ،‬أو باعتبار الحدث‬
       ‫‪« -‬العجوز التي كنا نسميها كلبة الشارع‪،‬‬       ‫ثمرة للخيال أو نتا ًجا للوهم ولا يمكن تفسيره إلا‬
‫وعشيقه الساحر‪ ،‬ينام على فخذها نها ًرا وفي الليل‬      ‫بظهور قوانين للطبيعة»‪ ..‬وبمجرد اتخاذ القارئ‬

 ‫يضع بجيب جلبابها الأيمن جن ًّيا أحمر‪ ،‬وبجيب‬        ‫قراره يكون قد غادر العجائبي إلى جنس آخر‪،‬‬
           ‫جلبابها الأيسر جن ًّيا أزرق» (ص‪.)20‬‬
                                                    ‫يتحدد بناء على طبيعة القارئ‪ :‬فإذا اعتبر الحادث‬
  ‫‪« -‬خرجت ضحكتي دخا ًنا بكل الألوان‪ :‬الأحمر‬
    ‫مختل ًطا بالأصفر بالأزرق‪ ..‬عرف الصياد ابن‬       ‫من الواقع يكون قد دخل في جنس الغريب‪ ،‬أما‬
                                                    ‫إذا اعتبره خيا ًل ووه ًما فإنه يدخل في جنس‬
 ‫بلدتنا عندما فتح لهم القمقم‪ ،‬خرجت دخا ًنا عف ًّيا‬                               ‫العجيب(‪.)9‬‬
   ‫على هيأة قهقهات‪ ،‬وتشكل الدخان بهيأتي على‬
                        ‫هيأة موسيقى ضاحكة»‪.‬‬         ‫وتتحدد الواقعية السحرية كتقنية أدبية(‪ )10‬بعدة‬
     ‫‪« -‬أقول لكم إنها ك َّفي تعملقت‪ ،‬نشأت عليها‬
                                                                 ‫سمات مميزة‪ ،‬أهمها‪:‬‬
 ‫المدارس والمشافي والحدائق والجامعات والبيوت‬
                                                    ‫‪ -‬مزج عناصر متقابلة في سياق العمل الأدبي‬

                                                    ‫تتعارض مع الواقع التجريبي‪ :‬فتختلط الأوهام‬

                                                    ‫والتصورات الغريبة بسياق السرد الذي يحتفظ‬

                                                    ‫بنبرة حيادية؛ كتلك التي تميز التقرير الواقعي‪.‬‬
   34   35   36   37   38   39   40   41   42   43   44