Page 41 - m
P. 41
39 إبداع ومبدعون
رؤى نقدية
راب ًعا :الكوميديا والمفارقة أخضر على هيأة بقرة /فكرة تتحول إلى شبيح
ثم إلى عمود دخان أسود متخ ًذا هيأة الشخصية/
إن من أشد تجليات مذهب العبث ،السخرية (حيث قصة تتحول إلى خازنة /قصة تنقلب إلى ضفدع.
لا ينبغي أن تكون)! فقد ق َّسم القدامى الدراما إلى
قسمين :التراجيديا (المأساة) والكوميديا (الملهاة)، (القصة التي تحولت إلى ضفدع ص.)8 ،7
وكان تقسي ًما فاص ًل حاس ًما لكلا الموضوعين، -رجل في حكاية يتحول إلى صرصار مقلوب على
فاستقل كل منهما بنفسه .وفي تصوري ،ما كان ظهره /الحبال تتحول إلى أشجار (الطرف الآخر
لأي من النوعين أن يتداخل مع الآخر إلا على يد
مفهوم «العبث» قدي ًما وحديثًا. من الحبل ص.)19 ،118
فالعبث يتضمن بالأساس :احتقار الواقع وتحقير -ضحكة تنقلب إلى عفريتة تتعلق بسقف البيت.
المنطق والنزوع نحو الفانتازيا ،تخفي ًفا من قسوة
الحياة وانهيار القيم المعنوية والروحية؛ لكنه (أي (الرجل الذي اصطاد ضحكة ص)23
العبث) لم يكتف بذلك ،بل بالغ في ردة فعله تجاه نماذج الأنسنة:
الواقع والحياة بأن تهكم عليهما وسخر منهما،
وصبغ الكوميديا بلون أسود ..فما أقسى أن -بطة (بطوطة) تلعب الاسكواش في نادي
نضحك من آلامنا. هليوبوليس ،وتتآمر مع الشخصية الرئيسية على
ومن ثم أضافت الكوميديا إلى العبث بع ًدا آخر، حبيبها (بطوط)( .شفرة اختطاف بطوط ص:27
باعتبارها (ميكانيزم دفاعيًا يواجه به الوعي
الجمعي فساد الواقع) ،لذا فلم يكن غريبًا )30
أن تحفل كتابات العبث في مجموعة (شفرة -فزاعات الحقول (خيالات المآتة) تملك القدرة
اختطاف بطوط) بالسخرية والتهكم والكوميديا وتتكلم ،تناوشها الهواجس ،وتعرف بشكل مسبق،
والمفارقات(.)13 تتوهم وتظن ،والموسيقى ُتفقدها اتزانها :باختصار
وأهم نماذج الكوميديا والمفارقة ما يلي: هذه الفزاعات هي السارد الرئيسي للقصة ،بضمير
( -ملك يجول في قصة)« :ملك ..ملك وللا كتابة» (المتكلم /المتكلمين) وتتقاسم الدور مع العم
(ص .)10وهي نوع من المفارقة اللفظية. (مسعود) ومع شخصية هلامية (عبده داغر).
( -لعبة كيكي) :في لعبة استبدال الوجوه :وجه (حكاية الفزاعة التاسعة ص.)59 :57
الأم = وجه زعيمة الحزب الاشتراكي الوحدوي. -الوسائد تتناحر وتتشاجر مع بعضها ،ترقص
وجه الأخت = عامل البوفية .وجه الأخ الأصغر التانجو وتتحرش ،تهيئ الأحلام للشخصية( .ربع
= ابنة البواب .وجه الأب = عندما يغضب (ممثل
دستة أشرار :وسادة شريرة ،ص.)83 :81
كوميدي) ،ثم وجه (محمود المليجي) /اتفاق
الشخصية الرئيسية مع النوبتشي على استرداد
المئة جنيه من صدر الراقصة كيكي /وجه المدير
العام = وجه الراقصة كيكي /مقطع رقص
الشخصية الرئيسية( .ص.)37 ،35
( -جسر خشبي) :أثر نعال الأحذية التي داست
على ظهر الشخصية الرئيسية (في الحلم) يظهر في
الحقيقة ،والزوجة تعلق ساخرة« :هي من جميع
الماركات»! (ص.)39
( -أوسكار) :وصف صديق الشخصية /السارد: