Page 43 - m
P. 43

‫‪41‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫رؤى نقدية‬

‫تمثيل النص بصر ًّيا‪ ،‬فاستخدم كل علامات الترقيم‬                                  ‫اتزان‪ ،‬ص‪.)89‬‬
    ‫المتاحة التي تخدم دلالة النص (نقاط‪ ،‬فواصل‪،‬‬   ‫‪« -‬المقشة عريضة يلملم بها هموم البشر المنفرطة‬
     ‫علامات استفهام‪ ..‬إلخ)‪ ،‬هذا فيما عدا «علامة‬
  ‫التأثر» التي تدل على «الدهشة» أو «التعجب» أو‬             ‫في الشوارع» (كلب الراقص‪ ،‬ص‪.)93‬‬
   ‫ما إليها‪ ،‬حيث إنه يكتب اللامعقول لكنه في ذات‬    ‫‪« -‬رجموه بحرفين» (حدث‪ /‬سيحدث في هذا‬

‫الوقت ينكر أنه هكذا‪ ،‬بل يدعي طوال الوقت أن هذا‬                          ‫اليوم‪ /‬الغد‪ ،‬ص‪.)107‬‬
  ‫هو المعقول بعينه‪ ،‬فلا عجب ولا غرابة إذن‪ .‬فقط‬        ‫الرابعة‪ :‬مجانسة المحتوى الشكلي للمحتوى‬
 ‫في موضعين (ص‪ )108 ،100‬ظهرت علامة التأثر‬              ‫الدلالي على المستوى السيميولوجي‪ ،‬وأقصد‬
 ‫مصحوبة بعلامة استفهام في أحدهما ووحدها في‬        ‫علامات الترقيم تحدي ًدا‪ .‬فالكتابة عند عبد العزيز‬
‫الموضع الثاني‪ ،‬وكان السياق يومئ إلى «حوارية»‪،‬‬    ‫دياب تنتمي ‪-‬كما سبق بالإشارة‪ -‬إلى تيار العبث‬
       ‫لكنها أبدا لم تدل على التعجب في الموضعين‬        ‫بالأساس متضافرة مع العجائبي والواقعية‬
                                                    ‫السحرية‪ .‬ومن هنا كان دياب واعيًا تما ًما عند‬

                                                               ‫الهوامش والمراجع‪:‬‬

      ‫‪ -1‬جيرالد برنس‪ ،‬المصطلح السردي‪ ،‬ترجمة‪ :‬عابد خازندار‪ ،‬المجلس الأعلى للثقافة‪ ،‬القاهرة‪ 2003 ،‬م‪،‬‬
                                                                                             ‫ص‪.87‬‬

         ‫‪ -2‬د‪ .‬عبد الرحيم الكردي‪ ،‬الراوي والنص القصصي‪ ،‬مكتبة الآداب‪ ،‬القاهرة‪ ،2004 ،‬ص‪.18 – 17‬‬
      ‫‪ -3‬الحدس هو «المقدرة على فهم الحقيقة مباشرة دون استدلال منطقي تمهيدي‪( .‬الموسوعة الفلسفية‪،‬‬

                                                                                           ‫ص‪.)177‬‬
                   ‫‪ -4‬عبد العزيز دياب‪ ،‬شفرة اختطاف بطوط (مجموعة قصصية)‪ ،‬أفلاك للنشر‪.2023 ،‬‬
    ‫‪ -5‬القصة التي جاءت براوية السارد الخفي هي‪( :‬تي شيرت للرجل المانيكان)‪( ،‬رجل رث ورجل أنيق)‪،‬‬

                                                             ‫(بابادوبولوس)‪( ،‬حكاية الفزاعة التاسعة)‪.‬‬
                 ‫‪ -6‬الوجودية ‪ :Existentionalism‬فلسفة معاصرة تؤكد على حرية الفرد وعلى مسؤوليته‪.‬‬
 ‫‪ -‬الدادية ‪ :Dadism‬مذهب في الفن والأدب انتشر في سويسرا وفرنسا (‪ )1920 -1916‬ويتميز بالتأكيد على‬

                                                           ‫«حرية الشكل»‪ ،‬تخل ًصا من القيود التقليدية‪.‬‬
 ‫‪ -‬العدمية ‪ :Nihilism‬يلخص الروائي «نيكوس كزانتزاكس» هذا المذهب بقوله‪« :‬أنا تشاؤمي عدمي‪ ،‬لا أتمنى‬

                                                    ‫شيئًا‪ ،‬ولا أنتظر شيئًا‪ ،‬ولكن الإنسان هو كل شيء»‪.‬‬
   ‫‪ -‬السيريالية ‪ :Surrealism‬اتجاه في الفن الحديث نشأ أوائل العشرينيات من القرن العشرين‪ ،‬وهو تعبير‬
   ‫متميز عن أزمة المجتمع الرأسمالي‪ ،‬وينعكس في الصور التي تميل إلى احتقار الواقع والحياة‪ ،‬كما أنه يهتم‬

                                     ‫بوصف الكوابيس والهلوسات والحالات المرضية والتشاؤم واليأس‪.‬‬
                                                                                               ‫انظر‪:‬‬

  ‫‪,Munir Baalbaki, Al-Mawred: A Dictionary (English-Arabic), Dar El-ilm Malayen, Beirut‬‬
                                                                                             ‫‪.2002‬‬

‫وكذلك‪ :‬هرمان فاين‪« ،‬نقاش في موضوع العدمية»‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمود الهاشمي‪ ،‬مجلة (البيان)‪ ،‬الكويت‪ ،‬يوليو‪-‬‬
                                                                            ‫أغسطس ‪1998‬م‪ ،‬ص‪.56‬‬

                                                         ‫‪ -7‬أهم ُكتّاب تيار العبث وأبرز أعمالهم ما يلي‪:‬‬
                                                           ‫‪ -‬فرانزكافكا‪ :‬المسخ ‪ ،1917‬المحاكمة ‪.1925‬‬

                                           ‫‪ -‬لويجي بيرانديللو‪ :‬ستة شخصيات تبحث عن مؤلف ‪.1921‬‬
   38   39   40   41   42   43   44   45   46   47   48