Page 42 - m
P. 42

‫العـدد ‪60‬‬   ‫‪40‬‬

                                                   ‫ديسمبر ‪٢٠٢3‬‬

       ‫عوعو‪( ..‬ص‪ ،)73 -71‬هش‪ ..‬هشششش‬                ‫«وضع فمه قريبًا من وجهي‪ ،‬اتخذت ملامحه شك ًل‬
                                     ‫(ص‪.)107‬‬       ‫منبع ًجا كاريكاتور ًيا‪ :‬ورم اعترى أنفه‪ ،‬انتفاخ مبالغ‬

    ‫الثانية‪ :‬على غرار ما كان يفعل «فرانز كافكا»‪،‬‬      ‫فيه لشفتيه‪ ،‬أما العينان فقد زحفت واحدة لأعلى‬
      ‫باستخدام رمز حرفي للإشارة إلى الشخصية‬            ‫واتسعت‪ ،‬وكل ذلك لا يقارن بعظمة ذقنه المكلل‬

  ‫(حرف ‪ K‬إشارة إلى اسمه)‪ ،‬استخدم عبد العزيز‬                             ‫بسكسوكة رائعة» (ص‪.)51‬‬
    ‫دياب هذا الترميز ثلاث مرات‪ ،‬مفض ًل الحرف‬         ‫‪( -‬رجل رث ورجل أنيق)‪ :‬صورة الرجل الرث‬
      ‫(س) وهو رمز جبري يشير إلى قيمة رمزية‬          ‫تعكس كوميديا سوداء‪« :‬انتهى به الأمر أن تخفف‬
   ‫مطلقة‪ ،‬لكنه لم يشر إلى نفسه أو إلى سارده ولا‬    ‫حتى من ملابسه الداخلية ومن مداسه‪ ،‬صار كيوم‬
                                                     ‫ولدته أمه‪ ،‬اكتفت الحمير بالصوت المباغت القبيح‬
‫إلى الشخصية الرئيسية في قصصه‪ ،‬وإنما استخدم‬           ‫لهواء يخرج من أدبارها وهي ترفس» (ص ‪.)73‬‬
 ‫ذلك بهدف الإزاحة (عدو والد الشخصية مغتصب‬
                                                         ‫والمفارقات في النماذج الأربعة تمثل «مفارقة‬
     ‫الأرض‪ :‬القصة التي تحولت إلى ضفدع)‪ ،‬أو‬                                               ‫الموقف»‪.‬‬
       ‫بهدف تعميق التجهيل والتنكير (الشخصية‬
                                                          ‫خام ًسا‪ :‬مستويات اللغة‬
 ‫الرئيسية في قصة‪ :‬أوسكار)‪ ،‬أو بهدف تأكيد نفي‬
‫الحدث (شخص ما ا ُتهم أنه أحدث عاهة للشخصية‬         ‫في مجموعة (شفرة اختطاف بطوط)‪ ،‬جاء السرد‬
 ‫الرئيسية‪ ،‬وهو ما لم يحدث‪ :‬سيرة ذاتية لقفاز)‪.‬‬             ‫رشي ًقا مجان ًسا لمضامين وأشكال القصص‪،‬‬

  ‫الثالثة‪ :‬استخدم الكثير من التعبيرات والتراكيب‬        ‫وتعددت مستويات اللغة فيها‪ ،‬بساطة وفخامة‪،‬‬
      ‫والجمل التي تشبه الصور الشعرية الجزئية‪:‬‬          ‫لكن اللغة بشكل عام جاءت خالية من المستوى‬
      ‫‪« -‬وجنتي مشوهة بجرح شرس‪ /‬يشرخ‬                 ‫«الرمزي» الذي يعكس مسحة من الغموض‪ .‬أي ًضا‬
                                                        ‫راوحت اللغة بين الفصحى الأدبية والفصحى‬
‫الصمت بصوته المزعج‪ /‬وأنا على حافة النعاس‬
      ‫أشعر بلزوجته» (القصة التي تحولت إلى‬                  ‫الوسيطة (التي تنطق على وجهين) وبعض‬
                              ‫ضفدع‪ ،‬ص‪.)8 ،7‬‬          ‫التعبيرات العامية التي كان ثمة ضرورة لإيرادها‬

    ‫‪« -‬فما أن أوغل بهم الليل» (الطرف الآخر من‬                                         ‫بذات اللهجة‪.‬‬
                                ‫الحبل‪ ،‬ص‪.)19‬‬       ‫أما ما أثار الانتباه إلى اللغة في المجموعة‪ ،‬فهو بعض‬
                                                   ‫الظواهر التي تخص أسلوب عبد العزيز دياب‪ ،‬دون‬
      ‫‪« -‬هي ضحكتي التي قذفها رجل إلى البحر»‬
          ‫(الرجل الذي اصطاد ضحكة‪ ،‬ص‪.)21‬‬                                  ‫شك‪ ،‬وأهمها أربعة ظواهر‪:‬‬
                                                    ‫الأولى‪ :‬الاهتمام بالملفوظ الصوتي لبعض الكلمات‬
      ‫‪« -‬كانت تدلق أمامه صدرها‪ /‬كانت أصابعه‬
‫تركض بمهارة على أصابع الأكورديون» (البارمان‬           ‫وتمثيلها بصر ًّيا في الكتابة (التشكيل البصري)‪.‬‬
                                                                            ‫وفي هذا المنحى جانبان‪:‬‬
                        ‫يقرأ الأوديسا‪ ،‬ص‪.)33‬‬
      ‫‪ -‬أذكر حركة عصاه في الفراغ وهو يسوس‬          ‫‪ -1‬تكرار حرف ما في أي موضع من الكلمة بأعداد‬
  ‫الموسيقا‪( /‬جرو) يخر نبا ًحا ناع ًما‪ /‬كائنات كان‬                  ‫كثيرة لتمثيل طريقة نطقه صوتيًّا‪:‬‬
   ‫يراها في أخيلة عماه» (عصا المايسترو‪ ،‬ص‪،47‬‬
                                                   ‫يا حراااااس (ص‪ ،)10‬ضاااااع مازنننن (ص‪،)15‬‬
                                          ‫‪.)49‬‬      ‫زلزااااال (ص‪ ،)42‬واااااه (ص‪ ،)42‬تجاوزااااات‬
     ‫‪« -‬اختطفته النغمة الناعمة الناصعة‪ /‬اختطفه‬
     ‫النوم‪ ،‬أو اختطف هو النوم» (حكاية الفزاعة‬                        ‫(ص‪ ،)51‬رعايتهاااااا (ص‪.)68‬‬
                                                        ‫‪ -2‬تمثيل بعض الأصوات التي لا تعني شيئًا‬
                             ‫التاسعة‪ ،‬ص‪.)57‬‬
 ‫‪« -‬بكلمات باهتة‪ ..‬مهروسة أو متآكلة الحواف‪../‬‬                                      ‫بصورة حرفية‪:‬‬
  ‫عدا سؤا ًل واح ًدا‪ ..‬طفا على بركة تحيرها» (رجل‬    ‫‪ -3‬طخ طخ طخ (ص‪ ،)15‬هيء‪ ..‬هيء (ص‪-21‬‬

                       ‫رث ورجل أنيق‪ ،‬ص‪.)71‬‬                       ‫‪ ،)26‬طا‪ ..‬طا‪ ..‬طا (ص‪.)30 -28‬‬
‫‪« -‬والليل غول ينهش بمخالبه في رأسي» (محاولة‬               ‫قه قه قهقهقه (ص‪ ،)71‬هو‪ ..‬هو‪ ..‬قهقه‪..‬‬
   37   38   39   40   41   42   43   44   45   46   47