Page 51 - m
P. 51

‫‪49‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫رؤى نقدية‬

    ‫د‪.‬شهير دكروري*‬

    ‫الشجرة الأسطورة ورحله الوطن‬

    ‫الشاعر محمود درويش قدم لنا نموذ ًجا شعر ًّيا راف ًدا‪ ،‬وزعه على مشاهد‬
    ‫خمسة‪ ،‬وكانت بطلته (الشجرة المهملة)‪ ،‬أو فلسطين المهجورة‪ ،‬وزاد‬
    ‫من إحساسنا بمعاناة الشجرة (فلسطين) أنه بها تحدى الزمان والمكان‬
    ‫والمستعمر‪ ،‬عبر مقومات كثيرة‪ ،‬كالعصافير والغزالة والمحبين والفقراء‪،‬‬
    ‫ومقومات أخرى طبيعية كالطقس والغابة والربيع والخريف والجفاف‬
    ‫والريح‪ ،‬وظل يقيم جدليته تلك بين الوطن والسفر‪ ،‬والجسد والثمر‪،‬‬
    ‫والشرفة والقمر‪ ،‬والخنجر والمطر‪ ،‬ليخلص في النهاية إلى مثابرة‬
    ‫الشجرة وانتظارها‪ ،‬وعدم هروبها‪ ،‬أو توديعها حتى يتحقق لها النصر‬
    ‫المنتظر‪ ،‬وتتحول الشجرة المهملة إلى الشجرة الأسطورة التي تحيا‬
    ‫بالوطن‪ ،‬ويحيا بها الوطن‪.‬‬

                    ‫َج َس ٌد‪َ ..‬أ ْو َث َم ْر؟‬                          ‫يقول الشاعر محمود درويش من قصيدة (هكذا‬
                       ‫إِ َّننِي َأ ْن َت ِظ ْر‪..‬‬
                                                                                  ‫قالت الشجرة المهملة) ص‪:388 -387‬‬
      ‫***‬                                                                                               ‫« َخا ِر َج ال َّط ْقس‬

    ‫ِف ا ْ َل َسا ِء الَّ ِذي َي َت َن َّز ُه َب ْي َن ا ْل ُع ُيو ِن‪.‬‬                          ‫َأ ْو َدا َخ َل ا ْل َغا َب ِة ا َل َوا ِس َع ِة‬
            ‫َأ ْز َر ًقا‪َ ،‬أ ْخ َض ًرا‪َ ،‬أ ْو َذ َه ْب‬                                                          ‫ًوطنِي‬
                             ‫َب َد ِني‬
             ‫َه ْل ُي ِح ُّس ا ْلُ ِح ُّبو َن َأ ِّني‬                                          ‫َه ْل ُت ِح ُّس ا ْل َع َصا ِفي ُر َأ َّني‬
                               ‫َل ُه ْم‬                                                                            ‫َل َها‬
                   ‫ُش ْر َف ّة‪َ ..‬أ ْو َق َم ْر؟‬
                       ‫إِ َّننِي اّ ْن َت ِظ ْر‪..‬‬                                                      ‫َو َط ٌن‪َ ..‬أ ْو َس َف ْر؟‬
                                                                                                          ‫إِ َّننِي َأ ْن َت ِظ ْر‪..‬‬
      ‫***‬
                                                                                       ‫***‬
       ‫ِف ا ْل َج َفا ِف الَّ ِذي َي ْك ِس ُر ال ِّري َح‬
                  ‫َه ْل َي ْع ِر ُف ا ْل ُف َق َرا ُء‬                                       ‫ِف َخ ِري ِف ا ْل ُغ ُصو ِن ا ْل َق ِصي ِر‬
                                                                                         ‫َأ ْو َربيِ ِع ا ْل ُج ُذو ِر ال َّط ِوي ِل َز َمنِي‪.‬‬

                                                                                                  ‫َه ْل ُتح ُّس ا ْل َغ َزا َل ُة َأ ِّني‬
                                                                                                                   ‫َل َها‬
   46   47   48   49   50   51   52   53   54   55   56