Page 52 - m
P. 52

‫العـدد ‪60‬‬            ‫‪50‬‬

                                                          ‫ديسمبر ‪٢٠٢3‬‬                          ‫َأ َّننِ ِي‬
                                                                       ‫َم ْن َب ُع ال ِّري ِح؟ َه ْل َي ْش َع ُرو َن ِب َأ ِّني‬
‫كانت قصائد محمود درويش على قدر عا ٍل من الأدب‬
  ‫النوعي الرفيع‪ ،‬بالإضافة إلى أنه كان ناق ًدا حصي ًفا‪،‬‬                                          ‫َل ُه ْم‬
    ‫وعمل بالصحافة في عدد من الصحف والمجلات‪،‬‬                                         ‫ِخ ْن َج ٌر‪َ ..‬أ ُو َم َط ْر؟‬

‫وكانت جل مقالاته تدور حول الوطن والحب والحنين‬                                            ‫إِ ًّننِي َأ ْن َت ِظ ْر‬
   ‫وقضيته الفلسطينية الأسمى‪ ،‬بالإضافة إلى الأدب‬
                                         ‫والنقد‪.‬‬                       ‫***‬

‫لقد ترجمت الكثير من قصائد الشاعر إلى لغات كثيرة‬                                             ‫َخا ِر َج ال َّط ْقس‬
  ‫متن ِّوعة‪ ،‬وقد حصل محمود درويش على الكثير من‬                                     ‫َأ ْو َدا ِخ َل ا ْل َغ َاب َة ا ْل َوا ِس َع ِة‬
 ‫الجوائز والدروع‪ ،‬منها‪ ،‬جائزة اللوتس‪ ،‬وجائزة ابن‬
    ‫سينا‪ ،‬وجائزة ليتين‪ ،‬والكثير من الجوائز العربية‬                                   ‫َكا َن ُي ْه ِملُنِي َم ْن أُ ِح ُّب‬
       ‫والعالمية‪ ،‬فض ًل عن الأوسمة المحلية والعربية‬                                               ‫َو َل َّكنِنِي‬
 ‫والدولية‪ .‬وله العديد من الكتب والدواوين‪ ،‬منها على‬
  ‫سبيل المثال لا الحصر‪ :‬أثر الفراشة‪ ،‬أعراس‪ ،‬حيرة‬                                ‫َل ْن أُ َو ِّد َع َأ ْغ َصا ِن َي ال َّضا ِئ ِع َة‬
   ‫العائد‪ ،‬أنا المو ِّقع أدناه‪ ،‬ذاكرة للنسيان‪ ،‬عابرون في‬                                 ‫ِف ُر َخا ِم ال َّش َج ْر‬
   ‫كلام عابر‪ ،‬أحد عشر كوكبًا‪ ،‬أرى ما أريد‪ ،‬يوميات‬                                         ‫إِ َّننِي َأ ْن َت ِظ ْر‪)1(»..‬‬

‫الحزن العادي‪ ،‬أقول لكم‪ ،‬لا تعتذر عما فعلت‪ ،‬حبيبتي‬                        ‫***‬
 ‫تنهض من نومها‪ ،‬العصافير تموت في الجليل‪ ،‬أوراق‬
                                                           ‫ولد محمود درويش بقرية البروة بالجليل بفلسطين‬
                               ‫الزيتون‪ ،‬وغيرها‪.‬‬               ‫في (‪ 13‬مارس سنه ‪ ،)1941‬والده سليم درويش‬
‫تجيء قصيدة محمود درويش المعنونة بـ(هكذا قالت‬
  ‫الشجرة المهملة) واحدة من القصائد الثرية المتنامية‬       ‫رجل يسير‪ ،‬عمل بالفلاحة‪ ،‬وأمه من قرية (الدامون)‪،‬‬
                                                               ‫وكانت هي الأخرى لا تعرف القراءة أو الكتابة‪،‬‬
  ‫في جل دلالاتها المنوطة بالطبيعة والواقع والمجتمع‪،‬‬
 ‫وجاءت محملة برموز متعددة‪ ،‬تنطلق من الداخل إلى‬             ‫ووالدها كان عمدة (الدامون) واسمه أديب البقاعي‪.‬‬
 ‫الخارج مرة‪ ،‬ومن الخارج إلى الداخل مرة أخرى‪ ،‬في‬                ‫كان محمود درويش الابن الثاني في أسرته من‬

       ‫حركة جدلية دالة متجاذبة‪ ،‬ومفارقة‪ ،‬وفاعلة‪.‬‬             ‫ثمانية أبناء‪ ،‬خمسة من البنين‪ ،‬وثلاث من البنات‪،‬‬
‫وحينما نتعمق نص تلك القصيدة (هكذا قالت الشجرة‬             ‫وقد تأثر محمود درويش في بدء حياته بأخيه الأكبر‬
                                                           ‫أحمد‪ ،‬حيث كان الأخير مهت ًّما بالأدب والإبداع‪ ،‬هذا‬
  ‫المهملة) نلحظ محمود درويش بوصفه شاع ًرا كبي ًرا‬
  ‫ومتمر ًسا‪ ،‬قد قسم قصيدته تلك إلى خمسة أبعاد أو‬            ‫بالإضافة إلى أخيه (زكريا)‪ ،‬إذ كان كاتبًا في المجال‬
 ‫مشاهد‪ ،‬تجيء على النحو الآتي‪:‬‬                                                                  ‫القصصي‪.‬‬
   ‫‪ -1‬الشجرة (الوطن والسفر)‪.‬‬
  ‫‪ -2‬الشجرة (الجسد والثمرة)‪.‬‬                                                ‫محمود درويش شاعر فلسطيني‬
  ‫‪ -3‬الشجرة (الشرفة والقمر)‪.‬‬                                                    ‫عربي‪ ،‬يعد أحد أبرز شعراء‬
  ‫‪ -4‬الشجرة (الخنجر والمطر)‪.‬‬
‫‪ -5‬الشجرة (الم ْؤ ِث َرة والمنتظرة)‪.‬‬                                        ‫الوطن العربي عامة والفلسطيني‬
                                                                                  ‫خاصة‪ ،‬ومعروف بشعره‬
  ‫أو ًل‪ :‬الشجرة الوطن‬                                                            ‫الوطني‪ ،‬وقوميته الممزوجة‬
         ‫والسفر‬                                                                  ‫بالحب‪ ،‬والرومانسية‪ ،‬وهو‬

         ‫يستهل الشاعر محمود‬                                                  ‫كذلك أحد الشعراء العرب الذين‬
           ‫درويش قصيدته تلك‬                                                      ‫أضافوا إلى الإبداع العربي‬
                                                                                 ‫الحديث‪ ،‬خاصة في الجانب‬
                                                                                ‫الرمزي‪ ،‬أو بالأحرى الدلالة‬
                                                                                                 ‫الرمزية‪.‬‬
   47   48   49   50   51   52   53   54   55   56   57