Page 65 - m
P. 65
63 إبداع ومبدعون
رؤى نقدية
الموضوع وشرف الاسم
الوطن فالشعر مر في
القسم الأول وكأنه ضيف
بلا ثياب ،ثم يستثني
شذرات ،ويقتبسها ،وليدل
على ما فيها من شعرية،
وتبدو نظرته إلى الكتاب
نظرة تجزيئية ،تقوم على
الإعجاب بلمحات ،من دون
تقدير للكتاب في مجمله.
أما كلمة الأستاذ محمد
كمال فقد كانت تحت
عنوان« :تعليق» ،جاءت
مختصرة في تسعة أسطر،
وقوام التعليق الانطباع
والتر ستيس عيسى برهومة جورج سانتيانا واللغة الشعرية ،وعماده
التقريظ ،وليس من النقد
كثي ًرا من المثقفين ينكرون هذا الجديد ،وقد يقر في شيء.
بعضهم بالنماذج الجيدة ،ولكنهم ينكرون التسمية،
ويحمل الغلاف الأخير للمجموعة تعلي ًقا نقد ًّيا
ويبحثون عن أسماء أخرى ،ويزعمون أن في مطو ًل للناقد عدنان كزارة ،وفي هذا التعليق تحليل
التسمية «قصيدة النثر» تناق ًضا ،وغاب عن أذهانهم
أنه مصطلح ،وقد اتفق النقاد والمبدعون على دلالته، مطول ومعمق وذكي لتناص ورد في المجموعة مع
وهذه هي حقيقة المصطلح ،أي ما تم الاتفاق على عصا موسى ،حيث تقول الكاتبة في أحد نصوصها:
دلالته الجديدة ،وهو لا يدل على قصيدة وعلى نثر،
وإنما يدل على معنى جديد متولد من هذا التركيب «أتوكأ على عصا تفاؤلي /وأهش بها /على قطيع
الإضافي ،وهو يحمل من كل جزء بعض دلالاته، الوجع» ،ويبدع الناقد في تحليل هذا التناص ،ولكن
ومن خلال التفاعل بين دلالات الجزأين تتوالد دلالة
جديدة ،هي قصيدة النثر ،وليست قصيدة النثر هي التعليق طويل ،ولا يحقق مفهوم كلمة غلاف ،وكان
ما ظهر من قبل من مثل :الشعر المنثور ،أو النثر حر ًّيا بهذا التعليق أن يوضع في نهاية الكتاب.
الشعري ،هي جنس أدبي جديد ،أو نوع من أنواع وتدل الكمات الثلاث على حاجة الإبداع إلى النقد،
الشعر جديد. وضرورة النقد للإبداع ،وكان حر ًّيا بالكاتبة أن
ويذهب بعض المثقفين إلى أن هذا الجديد مولود غير تعرف بالأدباء الثلاثة ،فهم معروفون لبعض
شرعي للشعر القديم ،وهذا الحكم انفعالي ،وقوامه
التشبيه والاستعارة ،وليس بحجة ،إن قصيدة النثر الأدباء ،ولكنهم غير معروفين لأكثر القراء ،مع
هي استجابة فنية للتطور في الواقع على المستويات
التقدير لشخصهم وآرائهم.
الثقافية والاجتماعية ،وهي أي ًضا نتيجة التأثر
بالثقافة العالمية ،سواء في ذلك الشعر المترجم، مشكلات قصيدة النثر
وقصيدة الهايكو ،وقصيدة النثر ،ولم يكن نتيجة
لقد حققت قصيدة النثر في الواقع الأدبي
حضورها ،وقصيدة الومضة جزء منها ،وتوافرت
في الساحة الأدبية مساحات واسعة من هذين
النوعين ،قد يكون أكثرها ضعي ًفا ،ولكن فيها
ما هو جيد وجدير بالتقدير ،ومن المؤسف أن