Page 166 - merit 48
P. 166

‫الذي يتم تصويره عاد ًة على‬                                ‫العـدد ‪48‬‬                        ‫‪164‬‬
 ‫أنه معيب أو مرضي إلى حد‬
                                                                        ‫ديسمبر ‪٢٠٢2‬‬    ‫الهائلة في معدلات الالتحاق‬
     ‫ما‪ ،‬إلى الفئة الحديثة من‬                                                           ‫بالمدارس ومتوسط​​الوقت‬
 ‫«المثليين جنسيًّا»‪ .‬على الرغم‬              ‫في القرن‬
  ‫من وجود سلائف تاريخية‬                 ‫العشرين تم‬                                        ‫الذي يقضيه الطلاب في‬
                                        ‫إعادة تعريف‬                                    ‫المدرسة‪ ،‬إلى تقليل الاتصال‬
     ‫لهذه الأفكار (على سبيل‬         ‫الأدوار الجنسية‬                                    ‫عبر الأجيال‪ ،‬وبالتالي أي ًضا‬
‫المثال‪ ،‬قدم أرسطو ‪Aristotle‬‬         ‫مرة أخرى‪ .‬لعدة‬                                     ‫تواتر ممارسة الجنس عبر‬
                                        ‫أسباب‪ ،‬أصبح‬                                    ‫الأجيال‪ .‬أصبحت العلاقات‬
  ‫تفسي ًرا فسيولوجيًّا للمثلية‬     ‫الاتصال الجنسي‬
    ‫الجنسية السلبية)‪ ،‬إلا أن‬        ‫قبل الزواج أكثر‬                                      ‫المثلية بين الأشخاص من‬
                                  ‫شيو ًعا وقبوًل في‬                                        ‫نفس العمر تقريبًا هي‬
  ‫الطب أعطاها قد ًرا أكبر من‬     ‫النهاية‪ .‬مع تراجع‬                                                      ‫القاعدة‪.‬‬
    ‫الظهور العام والمصداقية‬        ‫الحظر المفروض‬
                                        ‫على ممارسة‬                                       ‫من الواضح أن الارتفاع‬
‫(راجع ‪,1988 ,Greenberg‬‬              ‫الجنس من أجل‬                                         ‫في هيبة الطب نتج جزئيًّا‬
                   ‫‪.)15.ch‬‬        ‫المتعة حتى خارج‬                                        ‫عن زيادة قدرة العلم على‬
                                       ‫نطاق الزواج‪،‬‬                                  ‫تفسير الظواهر الطبيعية على‬
    ‫تتقاطع آثار هذه الأفكار‬       ‫أصبح من الصعب‬                                        ‫أساس السببية الميكانيكية‪.‬‬
  ‫بطرق متضاربة‪ .‬نظ ًرا لأن‬              ‫الاحتجاج ضد‬                                       ‫أدى تطبيق وجهة النظر‬
   ‫المثلية الجنسية‪ ،‬وف ًقا لهذا‬     ‫ممارسة الجنس‬                                      ‫هذه على البشر إلى تفسيرات‬
                                                                                         ‫للجنس على أنه فطري أو‬
     ‫الرأي‪ ،‬لم يتم اختيارها‪،‬‬                   ‫المثلي‪.‬‬                               ‫مدفوع بيولوجيًّا‪ .‬إن الإرادية‬
  ‫فمن غير المنطقي تجريمها‪.‬‬                                                               ‫‪ voluntarism‬في القرون‬
  ‫الناس لا يختارون الأفعال‬              ‫جون بوسويل‬                                      ‫الوسطى لفهم اللواط‪ ،‬بأن‬
 ‫الشريرة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬قد يعبر‬                                                            ‫اللواطيين اختاروا الخطيئة‪،‬‬

    ‫الأشخاص عن مرض أو‬                                                                       ‫أفسح المجال للمفهوم‬
‫حالة نفسية مرضية‪ ،‬وبالتالي‬                                                              ‫الحديث السائد على الرغم‬

  ‫فإن التدخل الطبي من أجل‬                                                                  ‫من الجدل حول المثلية‬
 ‫العلاج مناسب‪ .‬ومن ثم قام‬                                                                ‫الجنسية كخاصية عميقة‬
                                                                                        ‫وغير مختارة للأشخاص‪،‬‬
    ‫الأطباء‪ ،‬وخاصة الأطباء‬                                                              ‫بغض النظر عما إذا كانوا‬
   ‫النفسيين‪ ،‬بحملة لإلغاء أو‬                                                         ‫يتصرفون وف ًقا لهذا التوجه‪.‬‬
   ‫تخفيف العقوبات الجنائية‬
   ‫المفروضة على اللواط المثلي‬                                                               ‫لم تكن فكرة (اللوطي‬
    ‫بالتراضي‪ ،‬لكنهم تدخلوا‬                                                             ‫الكامن) ‪latent sodomite‬‬
‫(لإعادة تأهيل) ‪rehabilitate‬‬                                                             ‫منطقية‪ ،‬ولكن في ظل هذه‬
‫المثليين جنسيًّا‪ .‬كما سعوا إلى‬                                                        ‫الرؤية الجديدة‪ ،‬من المنطقي‬
  ‫تطوير تقنيات لمنع الأطفال‬                                                           ‫التحدث عن شخص على أنه‬
                                                                                     ‫«مثلي جنسي كامن»‪ .‬بد ًل من‬
      ‫من أن يصبحوا مثليين‬                                                            ‫أفعال محددة تحدد الشخص‪،‬‬
     ‫جنسيًّا‪ ،‬على سبيل المثال‬                                                          ‫كما في وجهة نظر العصور‬
  ‫من خلال القول بأن العادة‬
   ‫السرية في مرحلة الطفولة‬                                                              ‫الوسطى‪ُ ،‬ينسب التركيب‬
      ‫تسبب المثلية الجنسية‪،‬‬                                                              ‫الجسدي والعقلي بأكمله‪،‬‬
  ‫وبالتالي يجب توخي الحذر‬

             ‫الشديد ضدها‪.‬‬
   161   162   163   164   165   166   167   168   169   170   171