Page 168 - merit 48
P. 168

‫العـدد ‪48‬‬                             ‫‪166‬‬

                                    ‫ديسمبر ‪٢٠٢2‬‬                        ‫هو أن المصطلح يستخدم‬
                                                                       ‫لغايات متناحرة‪ .‬بالنسبة‬
 ‫الزمان والمكان‪ ،‬في الانجذاب‬            ‫من المناهج وثيقة الصلة)‬        ‫للبعض‪ ،‬تمثل علامات ما‬
      ‫الجنسي لدرجة أنه من‬             ‫عاد ًة بالماهوية (الجوهرية)‬       ‫بعد مثلي الجنس تتوي ًجا‬
                                                                    ‫لحركة حقوق المثليين‪ ،‬والتي‬
‫المنطقي التحدث عن توجهات‬                 ‫(‪ .essentialism )5‬أنتج‬        ‫يزعمون أنها كانت طوال‬
   ‫جنسية محددة‪ .‬وف ًقا لهذا‬                ‫المؤرخون والباحثون‬       ‫الوقت محاولة للتعامل معها‬
  ‫الرأي‪ ،‬فإن المثلية الجنسية‬                                          ‫على قدم المساواة‪ .‬بالنسبة‬
                                     ‫المتعاطفون مع حركة تحرير‬       ‫للآخرين‪ ،‬فإنه يفتح مساحة‬
‫هي نوع طبيعي محدد وليس‬               ‫المثليين في أواخر الستينيات‬    ‫حيث يمكن مقاومة العلامات‬
    ‫منت ًجا ثقافيًّا أو تاريخيًّا‪.‬‬                                    ‫الجنسية وإعادة التفاوض‬
      ‫يسمح الماهيون بوجود‬                 ‫والسبعينيات عد ًدا من‬       ‫عليها وجعلها سلسة وغير‬
   ‫اختلافات ثقافية في كيفية‬           ‫الكتب التي اعتمدت ضمنيًّا‬       ‫ثنائية (راجع ‪Coleman-‬‬

  ‫التعبير عن المثلية الجنسية‬              ‫على مقاربة ماهوية‪ .‬في‬            ‫‪.)2014 ,Fountain‬‬
  ‫وتفسيرها‪ ،‬لكنهم يؤكدون‬               ‫السبعينيات والثمانينيات‪،‬‬
‫أن هذا لا يمنعها من أن تكون‬                                             ‫‪ -3‬مناظرات‬
  ‫فئة عالمية للتعبير الجنسي‬                  ‫رفع جون بوسويل‬              ‫تأريخية‪:‬‬
                                       ‫‪ John Boswell‬الأمر إلى‬
                  ‫البشري‪.‬‬              ‫مستوى جديد من التطور‬            ‫أثرت التيارات الأوسع في‬
    ‫على النقيض من ذلك‪ ،‬في‬               ‫المنهجي والتاريخي‪ ،‬على‬          ‫المجتمع على الطرق التي‬
    ‫سبعينيات القرن الماضي‬             ‫الرغم من أن موقفه تحول‬
 ‫ومنذ ذلك الحين‪ ،‬جادل عدد‬             ‫بمرور الوقت إلى اللاأدرية‬     ‫تعامل بها العلماء والناشطين‬
 ‫من الباحثين‪ ،‬متأثرين غالبًا‬          ‫‪ agnosticism‬الافتراضية‬            ‫مع البحث في الجنسانية‬
     ‫بماري ميكنتوش ‪Mary‬‬              ‫بين الماهويين ونقادهم‪ .‬يعد‬        ‫والانجذاب لنفس الجنس‪.‬‬
 ‫‪ McIntosh‬أو ميشيل فوكو‬             ‫عمل كرومبتون ‪Crompton‬‬
    ‫‪ ،Michel Foucault‬بأن‬            ‫(‪ )2003‬مثا ًل معاص ًرا بار ًزا‬    ‫قام بعض الباحثين ودعاة‬
   ‫العلاقات الطبقية والعلوم‬                                              ‫المساواة في أوائل القرن‬
   ‫الإنسانية والقوى الأخرى‬                    ‫للمنهجية الماهوية‪.‬‬
    ‫التي تم إنشاؤها تاريخيًّا‬           ‫يدعي الماهويين أن فئات‬       ‫العشرين‪ ،‬الذين يسعون إلى‬
‫تخلق فئات جنسية والهويات‬                                              ‫الدفاع عن العلاقات المثلية‬
     ‫الشخصية المرتبطة بها‪.‬‬                ‫الانجذاب الجنسي يتم‬        ‫في المجتمعات التي تحط من‬
‫بالنسبة إلى المدافعين عن هذا‬         ‫ملاحظتها بد ًل من إنشائها‪.‬‬
   ‫الرأي‪ ،‬مثل ديفيد هالبرين‬                                         ‫قدر هذه العلاقات وتجرمها‪،‬‬
‫‪ ،David Halperin‬فإن كيفية‬               ‫على سبيل المثال‪ ،‬في حين‬       ‫بتقديم قوائم بالشخصيات‬
 ‫تنظيم الجنس في بيئة ثقافية‬            ‫أن اليونان القديمة لم يكن‬        ‫التاريخية الشهيرة التي‬
‫وتاريخية معينة تعتبر خاصة‬               ‫لديها مصطلحات تتوافق‬            ‫تنجذب إلى أشخاص من‬
   ‫بشكل غير قابل للاختزال‬                                            ‫نفس الجنس‪ .‬تضمنت مثل‬
  ‫(راجع ‪.)2002،Halperin‬‬                  ‫مع الانقسام بين مغاير‬         ‫هذه القوائم كيا ًنا تاريخيًّا‬
      ‫أدى التركيز على الخلق‬               ‫الجنس‪ /‬مثلي الجنس‪،‬‬
 ‫الاجتماعي للتجربة الجنسية‬              ‫إلا أن الأشخاص لاحظوا‬       ‫مشتر ًكا يقوم عليه الانجذاب‬
                                      ‫الرجال الذين انجذبوا فقط‬        ‫الجنسي‪ ،‬سواء أطلق عليه‬
        ‫والتعبير إلى تصنيف‬           ‫إلى شخص من جنس معين‪،‬‬            ‫أحدهم (اللواط) ‪inversion‬‬
   ‫وجهة النظر على أنها بناء‬               ‫وبالتالي لا يجب اعتبار‬      ‫أو (المثلية الجنسية)‪ُ .‬يطلق‬
  ‫اجتماعي‪ ،‬على الرغم من أن‬               ‫الافتقار إلى المصطلحات‬
   ‫العديد من مؤيديها فضلوا‬            ‫دلي ًل على عدم الاستمرارية‬    ‫على هذا النهج (أو ربما عائلة‬
                                     ‫في الفئات‪ .‬من خلال التاريخ‬
                                           ‫وعبر الثقافات‪ ،‬هناك‬
                                        ‫سمات متسقة‪ ،‬وإن كان‬
                                        ‫ذلك مع تنوع هادف عبر‬
   163   164   165   166   167   168   169   170   171   172   173